رحمة والد بولده
هذه قصة سمعتها ولا أدري هل هي واقعية أم لا وقد أحببت أن أذكرها لكم لما وجدت فيها من الفائدة التي ستنفعنا في الواقع بإذن الله
فقد كان في المدينة رجل تاجر ليس له من الأبناء غير ولد واحد هو وحيد والديه والذي صار بعد وفاة والدته وحيد والده والذي تعب في
تربيته وتعليمه ولكن بدون فائدة .........
كبر الإبن وترعرع واشتد عضده وقوي عظمه بينما قابل والده ذلك بالضد فقد احدودب ظهره ورق عظمه حتى أنه صار لايستطيع الوقوف ، كان الإبن بار بوالده ويطيعه
إلا في شيء واحد ، وهو الإسراف في المال فهو لايستطيع التصرف فيه بعقل وتدبير فقد كان مبذرا ويصرف الكثير من المال فيما لا فائدة منه ، فكان والده يحذره وينبهه
بأنه إن لم يحسن التصرف في المال فسيفنى و ينتهي ، ولكنه لايسمع مايقوله والده والذي يخاف عليه أن يموت فقرا بعد وفاته ، المهم أن الشاب كان يتمتع
بالمال مع أصحابه فيسافر ويغامر ويجازف ولكن تحت مراقبة ومراجعة أبيه الذي لايستطيع أن يرفض له طلب ولكنه لن يكون مرتاحا راحة كلية بما يصرفه من المال ......
وعندما دنت ساعة رحيل الوالد وقرب أجله ، نادى إبنه وهمس في أذنه قائلا : يابني اعلم أنك إن بقيت على حالتك هذه في تبذيرك للمال فسوف تمر بفقر
لم تمر به في حياتك فإن أتاك هذا اليوم وتركك أصحابك وأعز أحبابك وصرت في أضيق الأحوال فلا تسأل الناس واحفظ ماء وجهك وعف نفسك ولا أملك لك
حلا سوى أنك تصعد فوق الطاولة وتدخل رأسك في الحبل المعلق في السقف ثم تقفز من الطاولة لتموت بكرامة وعزة ،،، وكانت هذه آخر كلمة ثم مات
حزن الإبن حزنا شديدا على وفاة والده فقد كان يحبه حبا شديدا ، ولكن ما أن توجه نظر الإبن إلى خزنة المال حتى تبدل حزنه إلى فرح ونسي أباه وماكان
يقوله له وأخذ يعبث بالمال ويعطي كل من يطلب من أصدقائه لشراء مايجعلهم يعيشون المعيشة التي لا يستطيع آباؤهم توفيرها لهم كشباب طائش يحب اللهو
واللعب ، مضت الأيام تلو الأيام والحال هي الحال حتى بدأ المال ينفذ شيئا فشيئا وصار الشاب لا يستطيع أن يقدم لأصدقائه ماكان يقدمه سابقا والذي كان يظنه
كرما وجودا فقد أصبح اللئام يفارقونه واحدا تلو الآخر إلى أن تركوه كلهم لأنه أصبح هو من يطلب منهم فكانوا يتهربون منه وأخيرا وبعد أن ضاق عليه الحال
ونفر منه أصدقاؤه تذكر ماقاله له والده بأن يضع رأسه في الحبل ويشنق نفسه ففكر فعلا في التنفيذ وأدخل رأسه في الحبل ثم قفز وإذا بالحبل يسحب معه ذلك
السقف المستعار ويتساقط ذلك المال الذي كان قد خبأه الوالد الرؤوف الرحيم الصادق الحب لإبنه فقد فكر بهذه الفكرة وأخفى هذا المال خلف هذا السقف
المستعار عن إبنه حتى إذا أحس بالجوع ودنو الأجل من الضيق والفقر يقوم بالكشف عن هذا المال بهذه الطريقة الذكية من الوالد فقد علم إبنه درسا وهو في
قبره بأن يحفظ هذه النعمة ويحسن التصرف فيها بعد أن عادت إليه الحياة من جديد .
ملاحظة هامة / وهو أن الإنتحار محرم ولا يجوز لأي مسلم مهما صادف من مصاعب وهموم وضيق في النفس فلايجوز له أن ينتحر وليرضى بقضاء الله وقدره وينتظر الفرج من عند الله فإن بعد العسر يسرا