إذا كان المعطوف عليه معرفة ، فيكون عطف البيان الإيضاح والبيان ، كما في المثالين السابقين .
2 ـ أما إذا كان المعطوف عليه نكرة ، فيكون عطف البيان للتخصيص .
نحو : اشتريت أثاثا سريرا .
251 ـ ومنه قوله تعالى : { أو كفارة طعام مسكين }1.
فيجوز في طعام أن تكون عطف بيان ، أو بدل .
ومن الأمثلة السابقة نلاحظ أن عطف البيان يمكن الاستغناء به عن المعطوف عليه ، كما يمكن الاستقلال بالمعطوف عليه ، وترك المعطوف .
فإن قلت : رحم الله أبا حفص . اكتمل المعنى ، وتمت الجملة .
وإن قلت : رحم الله عمر . كذلك جائز . ومن هنا يمكننا أن نقول : أن عطف البيان هو البدل ، مع فارق بسيط نستوضحه في الآتي :
1 ـ يفترق عطف البيان عن البدل ، بأن عطف البيان لا يكون مضمرا ، ولا تابعا لمضمر ، ولا فعلا ، ولا تابعا لفعل .
2 ـ أن عطف البيان لا يوافق متبوعه تعريفا ، ولا تنكيرا .
3 ـ لا يمكن إعراب عطف البيان بدلا ، إذا امتنع إحلال المعطوف محل المعطوف عليه .
ــــــــــــ
1 ـ 95 المائدة .
112 ـ كقول الشاعر :
أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
فكلمة " بشر " لا تكون إلا عطف بيان ، ولا يجوز إعرابها بدلا ، لأن البدل يحل محل المبدل منه ، وفي الشاهد السابق لا يجوز أن نقول : أنا ابن التارك بشر ، وذلك لعد جواز إضافة ما فيه الألف واللام إلا لما فيه ألف ولام ، وعليه لا تحل كلمة " بشر " محل كلمة البكري .
تنبيهات وفوائد :
1 ـ يتبع عطف البيان متبوعه في الإعراب ، والإفراد ، والتثنية ،والجمع ، والتذكير ، والتأنيث ، والتعريف والتنكير .
فمثال عطف البيان ومتبوعه النكرتين .
252 ـ قوله تعالى : { توقد من شجرة مباركة زيتونة }1.
وقوله تعالى : { ويسقى من ماء صديد }2 .
فزيتونة عطف بيان لشجرة ، وكلتاهما نكرتان . وكلمة صديد عطف بيان لماء وكلاهما نكران .
2 ـ إذا كان المتبوع مضافا إليه بعد كلا ، أو كلتا، أو أي ، والتابع مفردان متعاطفان ، أو مفردات متعاطفات ، لا يعر التابع إلا عطف بيان .
نحو : جاء كلا الرجلين محمدٍ وأحمدَ .
وأي الزائرين عندك خالد أم يوسف .
فلا يجوز أن نعرب محمدا وأحمد بدلا من الرجلين ، لأننا لو حذفنا المتبوع وهو الرجلين لا يمكننا إضافة محمد وأحمد إلى كلا أو كلتا أو أي . فلا نقول جاء كلا محمد وأحمد . ولا نقول أي محمد أم أحمد عندك .
ــــــــــــــ
1 ـ 35 النور . 2 ـ 16 إبراهيم .
3 ـ من مميزات عطف البيان عن البدل ، أن المقصود بالحديث في عطف البيان هو الأول ، والثاني بيان له .
أما المقصود بالحديث في البدل هو الثاني ، والأول توطئة له ، لأن البدل والمبدل منه اسمان بإزاء مسمى ، مترادفان عليه ، والثاني أشهر عند المخاطب من الأول ، فوقع الاعتماد عليه .