حبيبتي والقهوة
ما اجملك يا حبيبتي وما اجمل النظر إليكي ... كملاكي الحارس اراكي كل صباح .. يصحو على رؤياك عقلي وتتنبه جوارجي ...
كل يوم اتي تحت شرفتها أراها تشرب القهوة وأنا اشرب القهوة من عيونها .. اراها تختمر شرفتها تنتظرني كل صباح تنظر إلي من هناك وترميني بسهام الحب والشوق والغرام .. اراها ويئن صدري فرحأ وتجتاحني مئة فكرة وفكرة وأذهب لعملي بعدها منتشيا برؤيتها فرحا سعيدا كالطفل الهائم بقبلة أمه كل صباح .
وصلت عملي وبدأت الحديث مع زملائي سعيدا متفائلا .. سألني زميلي احمد : هل تشرب معي القهوة ؟ فقلت له سعيدا راميا يدي وراء راسي رافعا رأسي لعرض السماء : لقد شربت القهوة من عيوووووون حبيبتي .
ضحك وقال لي : ستجن لا محالة ايها العاشق الولهان .
ابتسمت وقلت : إذا كنت سأجن بحبها فتباً له من جنوووون .... قلتها متنهدا رافع عيوني للسقف لكني ارى السماء المنيرة الزاهية ولا ارى السقف البالي القديم .
قال لي احمد : ارني حبيبتك وانا سأحكم إذا كانت تستحق كل هالحب والمشاعر التي تكنها لها .
فقلت له : تستحق ضحكت ساخرا وقلت بل انا ان كنت استحق نظرة من عيونها الساحرة .
قال حسنا : سأمر عليك غدا صباحا وسأذهب معك وتأني للعمل سوياً بعد رؤية حبيبتك المصونة .
قلت له : حسنا سأنتظرك ولكني عدني أن لا تنظر إليها فهي حبيبتي لي انا وحدي .
قال مستهزئاً : اتغار عليها مني يا حسام
وعلت ضحكاتنا الغرفة حتى نظر الينا باقي الزملاء وكل واحد فيهم استرق السمع الف مرة ولن يهمني لو سمع اي أحد فأنا سأزف خبري عشقي لكل مخلوق حي اراه ...
بدأ نهارُ جديد ارتديت ملابسي وتعطرت عل عطري يصل شرفتها وخرجت اشتم رائحة الصباح الجميلة واذا بصديقي احمد يأتي من بعيد مبتسما حاملا فنجان القهوة ويبدو انه مستمتعا به .
سلمت عليه ومشينا حتى وصلنا إلى شرفة حبيبتي ونظرت إلى الشرفة ولم اجدها فقلت له انتظر لربما جئنا بوقت مبكر وقفنا وكنا نحن الاثنان ننتظر بلهفة ظهورها .. لم ابعد ناظري عن شرفتها ولم اتكلم كلمة واحدة مع احمد .. اخاف ان يلهيني عن حبيبتي .. انتظرنا وانتظرنا لكنها لم تأتي ... احسست بوهج داخل صدري وبالم كبير انقض على معدتي ... اجلسني احمد على الرصيف وقال لي : ما بك لربما هيي اليوم نائمة او خرجت من البيت او حصل لها ظرف ما بك أكل هذا الحب تكنه لها ؟ وضحك وشد على يدي وقال لي : هيا غداً سنأتي لرؤيتها دعنا نذهب للعمل الآن .
وقفت وسحبت قدماي سحباً للمضي .. كل شهيق كنت اشعر به كان يخنقني .. كل رمشة كانت تعميني وتتركني جثة هامدة ..
جاء الصباح الثاني خرجت هرعاً للباب وجدت صديقي احمد ينتظرني .. قال لي : قلقت عليك امس .. ققلت له بنبرة حزينة قاتلة : انا لم يغمض لي جفن يا احمد .
مشينا والارض تسابقنا احسست اني مشيت الف خطوة ومئة شارع ... قدماي تتخبط ببعضهما من قلة التركيز .. وعيوني تؤلمني وكل شيء بداخلي يؤرقني ... وصلنا بكل لهفة وامل لشرفة حبيبتي نظرنا وانتظرنا ولم تظهر ... انتظرت رشفة واحدة من عيونها لكنها لم تأتي ... هلعت وصرت كالمجنون .. لا أدري ان كنت ادور حول نفسي أو الارض تدور حولي ... أصابني ارهاق ليس بعده ارهاق وألم بصدري لا حدود له ... امسكني احمد وبدأ يهدأني وقال لي فلنصعد لشقتها ونسأل عنها ؟ لعبت الفكرة دورها برأسي واخذت قدماي تسابقني لدرج العمارة وصعدتها كأبو الحرووف سريعا مختصرا كل الدرجات والعتبات ...
وصلنا .. نعم وصلنا لشقة حبيبتي ... بادر احمد وبدأ يطرق الباب والجرس.. فإذا بالباب المقابل لشقة حبيبتي يفتح وتخرج منه إمرأة سمينة وقالت : ما بكم ؟؟ من تريدون ؟؟ فقلت هرعا : اريد سكان هذه الشقة وليس انت ؟؟؟ قالت : هذه الشقة مهجورة منذ عشرين سنة ؟؟؟ فقلت لها صارخا : حبيبتي تسكن هنا يا كذابة .
فقالت خائفة : لا احد بالشقة منذ قديم الدهر واغلقت بابها وكأنها ترى عفريتا أمامها .
تركتها وبدأت أطرق واطرق باب شقة حبيبتي مرة اخرى علها تفتح وتبرأ نفسي من المي وترتاح جوارحي برؤيتها ... نهرني احمد وقال لي : حسام انظر إلى الباب ؟؟ أن عليه قفل قديم مليءبالغبار ؟؟
صرخت كالأعمى والاخرق : ستفتح حبيبتي الباب بعد قليل ؟؟ سترى ؟؟
وطرقت وطرقت وطرقت حتى اسودت الدنيا بعيوني ... طرقت حتى مسحت دموعي بابها ... طرقت حتى ملأت الدنيا عبرات والم من قسوة الحياة ... طرقت حتى وقعت يداي متألمة صارخة بالية ...
حبيبتي اريد حبيبتي .. إنها بالداخل .. انا اشرب القهوة من عيونها كل صباح ... حبيبتي تنتظرني على شرفتها ... انا لن اعيش بدونها ... هي حبيبتي ... امسكني احمد وقد عجز عن الكلام ... قرأت ما بعيناه ... يحسبني مجنونا متوهما ؟؟؟ يخالني فقدت عقلي ؟؟؟
لا يا احمد لست مجنونا : فأنا احب القهوة من عيون حبيبتي واعشق نظرة عيونها واطير كل صباح لأقبل شرفتها .. أنا يا احمد اصحو من أجلها وانام ليأتي الصباح واعيش لأعود لشرفتها ... انا يا احمد احبها واحب القهوة من عيونها ... عيون حبيبتي فقط .. اعشقها واعشق الصباح لأجلها ... اراها الدنيا بكل ما فيها .. اراها عالمي و بكل ضحكاته وعبراته .
لن اتراجع عن حبها وسأشرب القهوة من عيون حبيبتي كل صباح ... فهي تنتظرني على شرفتها ولن تطيب لي الدنيا حتى اشرب القهوة من عيون حبيبتي ....