حطّت يمامة صغيرة فوق غصن شجرة خضراء، وبدأت تنظر من حولها، فرأت عشًا من ريشٍ وأغصان وأعواد جافّة ، وقالت: تُرى لمن هذا العش؟
وبينما كانت تتساءل، حطّت قربها أنثى غراب وقالت لها: لمَ أنتِ هنا أيتها اليمامة؟ ردّت اليمامة وقالت: أردتُّ أن أستريح قليلا.
فقالت أنثى الغراب: بل أنكِ تريدين أن تسرقي بيضاتي.
استغربت اليمامة وقالت: لا.. ولماذا أسرقها، فأنا حتى لا أعلم أنه يوجد في داخل العش بيض!
فقالت أنثى الغراب: كذلك هذه الشجرة لي ولن أسمح لكِ بالبقاء هنا.
حزنت اليمامة وطارت ثم حطت فوق نخلة قريبة من تلك الشجرة، فسألتها النخلة: لمَ أنتِ حزينة أيتها اليمامة الجميلة؟
فقالت اليمامة: إن أنثى الغراب ظنّت بي سوءاً.
فقالت النخلة: ولماذا لم تدافعي عن نفسكِ؟
قالت اليمامة: قلتُ لها الحقيقة لكنها لم تصدقّني.
صمتت النخلة الحكيمة ثم قالت لليمامة يا صديقتي لا تحزني الصدق درب النجاة وأنثى الغراب مخطئة بظنونها، دعكِ منها وابقِ هنا فوق سعفاتي، سيأتي وقت وتعترف بخطئها.
وبعد أيام بينما كانت اليمامة في عشها فوق سعف صديقتها النخلة حطت قربها أنثى الغراب.. فلم تبالِ بها، فقالت لها: أيتها اليمامة إن غصن تلك الشجرة ضعيف ولم يتحمل عشي فسقط على الأرض.. وأنا حزينة، هل تسمحين لي أن أبني عشًا آخر هنا؟
قالت اليمامة: إن النخلة ليست ملكًا لي، اسأليها أن تسمح لكِ.
سمعت النخلة الطيبة كلام أنثى الغراب وقالت لها: نحن نقابل الإساءة بالأحسان، تعالي وابني عشكِ ،سأكون سعيدة صديقتي اليمامة أيضاً.
خجلت أنثى الغراب من فعلتها واعتذرت إليهما، وهكذا تعلمت أن عليها تجنب الظنون السيئة لتكسب محبة الآخرين.