الثقافة الجنسية .. هل هي قلة أدب ؟
يخطيء الكثيرون عندما يتصوروا أن مجرد الكلام في أو عن الجنس مدعاة للخجل و النفور فالبعض يتصور أن الجنس جزء شديد الخصوصية و السرية في حياتنا بل و يتصور أنه كعلم أو كثقافة مؤجل لحين الحاجة إليه رغم أن الجنس أصبح من العلوم اللتي تدرس في الخارج و استقل بنفسه و إتخذ مسمى SEXOLOGY
و لا ألوم مجتمع عربي على نظرته القاتمة لمثل هذه الأمور فالعادات العربية - و ليست الدينية - وضعت الجنس في وضع يجعله شديد الخطورة و التعقيد حيث يصر المجتمع على أن الثقافة الجنسية تعني الإباحية و الإنحلال الأخلاقي بينما المجتمع نفسه يعاني بنوعيه من الجنسين من الجهل المدقع في هذا المجال مما يؤدي حتماً إلى خيانات زوجية و طلاق و نفور و ما إلى ذلك من مشاكل تواجه الزوجين عندما لا يستطيعان التفاهم معاً كون كل طرف لا يدري عن الطرف الآخر سوى أنه مختلف عنه جنساً
و الجهل الجنسي أدى أيضاً لوضع المرأة في موضع حقير مجتمعياً فهي مجرد آلة للمتعة و الإنجاب بينما كيانها لا يعتد به و شخصيتها وقفاً على جمال جسدها و نجاحها في الحياة مرهون بكم التنازلات اللتي تقدمها للرجال
و الثقافة الجنسية لا تقتصر على علم كل طرف بالتكوين الجسدي و الخطوات اللازمة لإسعاد الطرف الآخر جنسياً و لكنها - في رأيي - تشمل فنون التعامل مع الجنس الآخر و تقدير ظروفه الخاصة و إدراك أنه مختلف في التكوين و في التفكير أيضاً
و ينسى الناس أو يتناسون أن جميعهم متماثلون في التكوين الجسدي و التشريحي و جميعهم يمارسون أو سيمارسون الجنس يوماً ما و نتيجة لهذا التجاهل أو التناسي يصبح الكلام في الجنس خطأ و عيب رغم أننا جميعاً نحتوي على نفس الغريزة و تحتوي أجسادنا على أعضاء كل وظيفتها خدمة هذه الغريزة
و الإبحار في العلم الجنسي أو النهل من الثقافة الجنسية من مصادر موثوق بها و تقدم المعلومات بشكل علمي مبسط أفضل بكثير من تداول المعلومات المغلوطة بين المراهقين بشكل سري مع التضخيم فيها و تصوير البعض لنفسه بالفحولة أو ما إلى ذلك و هذا يؤدي غالباً لأخطاء تظهر في ليلة الزفاف عندما يفضل الرجل تناول منشطات أو مخدرات لأنه يعرف عن المرأة معلومات خاطئة
ما رأي بقية الزملاء و الزميلات في هذا الموضوع ؟