غدا إن شاء الله تعالى أول أيام البيض
الأحد الأثنين الثلاثاء
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» رواه النسائي وصححه الألباني.
من علامات النبوة لخير البشر
الوصية بصيام الثالث والرابع والخامس عشر
«كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يفطر أيام البيض في حضر ولا في سفر» [حسنه الألباني].
«كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بصيام أيام البيض ثلاث عشر وأربع عشر وخمس عشر» [المحدث: الألباني، صحيح لغيره].
قال -صلى الله عليه وسلم-: «صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، أيام البيض صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة» [المحدث: الألباني، حسن لغيره].
الإعجاز العلمي في صيام أيام البيض
أولًا: ما هي أيام البيض؟
أيام البيض هي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، وسميت أيام البيض لأن القمر يكون فيها بدرًا، أي مُكتملًا، فيكون الضوء شديدًا، وبالتالي تكون هذه الليالي بيضاء منيرة من شدة نور القمر. وهذا ما يُلاحظ في هذه الليالي -ولاسيما- في الصحراء، وانسحب الاسم إلى النهار فسميت أيام البيض.
ثانيًا: ما الحكمة من صيام أيام البيض؟
لكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نعلم الحقائق العلمية التالية:
أولًا: هناك علاقة وثيقة (تناسبية) بين الأرض وجسم الإنسان من حيث: (التوزيع):
(أ) فسطح الأرض يتكون من حوالي 80% سوائل (أي بحار ومحيطات وأنهار)، وحوالي 20% مواد صلبة (أي يابسة).
(ب) كذلك جسم الإنسان يتكون من حوالي 80% سوائل، وحوالي 20% مواد صلبة، (وهذا ما أثبته العلم).
ثانيًا: هناك علاقة وثيقة (تناسبية) (أيضًا) بين الأرض وجسم الإنسان من حيث: (التكوين) فالأرض تتكون من عناصر مختلفة من:
كالسيوم، مغنيسيوم، صوديوم، كبريتات، كلورايد، حديد، بيكربونات.. إلخ، كذلك جسم الإنسان يتكون من نفس هذه العناصر..
فأنت مثلا:
(أ) لو أخذت زجاجة ماء طبيعية وقرأت محتوياتها تجد أنها تشمل العناصر التالية: كالسيوم، مغنيسيوم، صوديوم، بوتاسيوم، كبريتات، كلورايد، حديد بيكربونات.. إلخ. (وبما أن هذا الماء مصدره من الأرض سواء عن طريق الآبار أو الأنهار، أو عن طريق تكريره من البحار والمحيطات، ولأننا نشرب من هذا الماء) فإن أجسامنا تتكون من نفس هذه العناصر.
(ب) كذلك لو أخذنا مجموعة من فاكهة وخضروات وأطعمة مختلفة وقمنا بتحليلها، نجد أنها تتكون من نفس هذه العناصر (لأنها ناتجة من الأرض)، وبما أننا نتناولها، فإن أجسامنا تتكون من نفس عناصر الأرض (سواء كانت سائلة أو صلبة) أي أن هناك: (علاقة ثنائية وثيقة محكمة بين الأرض وجسم الإنسان).
فائدة:
أثبت القرآن الكريم هذه العلاقة الثنائية الوثيقة المحكمة بين الأرض وجسم الإنسان..!!! فالإنسان خلق من طين، قال -تعالى-: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} [السجدة: 7] والطين من الأرض..
وبالتالي فالإنسان يتكون من نفس عناصر الأرض. قال -تعالى-: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: 55].. أشهد أن لا إله إلا الله..
ثالثًا: هناك علاقة وثيقة محكمة (أيضًا) بين:
(القمر والأرض من ناحية) و(القمر وجسم الإنسان من ناحية أخرى):
(أ) فالقمر كما أن له قوة جاذبية على الأرض يسبب لها المد والجزر (كما هو معروف علميًا).
(ب) كذلك له قوة جاذبية على جسم الإنسان يسبب له المد والجزر (أيضا)، (لأن جسم الإنسان -كما ذكرنا سابقًا- له نفس عناصر الأرض).
وهذا المد والجزر يصل أقصاه على الأرض وجسم الإنسان في أيام البيض، فيزداد المد والجزر على الأرض وعلى الإنسان:
فيظهر على الأرض في صورة وصول المد والجزر أقصاه في البحار والمحيطات، ويظهر على الإنسان في صورة ازدياد الانفعال والتهيج: (عصبية، توتر، اضطراب، قلق.. إلخ) مما يؤدي إلى: ازدياد نسبة الجرائم.
وأكبر دليل على ذلك:
(أ) بالنسبة للأرض: لو أنك ذهبت إلى شاطيء البحر، لرأيت المد والجزر يصل أقصاه في هذه الأيام.
(ب) بالنسبة للإنسان: لو أنك ذهبت إلى المخافر أو المحاكم أو قرأت في الصحف لوجدت أن أكبر نسبة جرائم وانتحار وسرقات وحوادث سير وطلاق تحدث في هذه الأيام (أيضًا).
وفي موقع الدكتور محمد على البار على شبكة الإنترنت ينقل عن الدكتور (ليبر) المتخصص بعلم النفس من مدينة ميامي في الولايات المتحدة: (أن هناك: ارتباطًا قويا بين اكتمال دورة القمر وأعمال العنف لدى البشر، وخاصة بينه وبين مدمني الكحول، والميالين إلى العنف، وذوي النزعات الإجرامية، وأولئك الذين يعانون من عدم الاستقرار العقلي والعاطفي. واتضح له من التحليلات والإحصائيات البيانية التي قام بجمعها، والتي حصل عليها من سجلات الحوادث في المستشفيات، ومراكز الشرطة، بعد ربط تواريخها بالأيام القمرية أن: معدلات الجرائم وحوادث السير المهلكة مرتبطة باكتمال دورة القمر..!!!
كما أن الأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية، ومرضى ازدواج الشخصية والمسنين أكثر عرضة للتأثر بدورة القمر..!!! كما أشارت الدراسات التي توصل إليها، أن أكبر نسبة للطلاق، والمخاصمات العنيفة تكون في منتصف الشهر عند اكتمال القمر..!!
ويشرح "ليبر" نظريته قائلًا:
(إن جسم الإنسان مثل سطح الأرض يتكون من 80% من الماء والباقي مواد صلبة)، ومن ثم فهو يعتقد بأن قوة جاذبية القمر التي تسبب المد والجزر في البحار والمحيطات، تسبب أيضًا هذا المد والجزر في أجسامنا عندما يبلغ القمر: أوج اكتماله في أيام البيض) انتهى..
وعلق الدكتور البار على هذه الدراسة فقال: ومن هنا كان (العلاج النبوي) لحل مثل هذه المشكلة المتمثلة في صيام أيام البيض. فالصيام بما فيه من امتناع عن تناول السوائل، يعمل على خفض نسبة الماء في الجسم خلال هذه الفترة التي يبلغ تأثير القمر فيها على الإنسان أقصاه، فيساعد ذلك في السيطرة على قوى جسده ونزعاته، فيكتسب من وراء ذلك الصفاء النفسي، والاستقرار، ويتفادى تأثير الجاذبية، ويحصل على الراحة والصحة والطمأنينة.. !!!
فوائد عظيمة من خلال هذا الاكتشاف
(التأثير السلبي لجاذبية القمر على الإنسان في أيام البيض):
إذا ثبتت هذه الحقيقة العلمية..!!! إذا فينبغي على المسؤولين والمخططين في الدولة مراعاتها، من أجل الوصول إلى:
أولًا: أفضل النتائج..
ثانيًا: تجنب أفدح الأخطار.. (أمثلة):
1- على مستوى الأمن: ينبغي استنفار المخافر والشرطة لاحتمال زيادة الجرائم والمخالفات (في هذه الفترة من الأشهر القمرية..!!!).
2- على مستوى المرور: ينبغي استنفار المرور لاحتمال ارتفاع حوادث السير والطرق (في هذه الفترة من الأشهر القمرية..!!).
3- التربية والتعليم: عدم إجراء الامتحانات والفحوصات والمقابلات (في هذه الفترة من الأشهر القمرية..!!!).
4- على صعيد الصحة: ينبغي استنفار الطاقم الطبي في قسم الحوادث لاحتمال زيادة نسبتها (في هذه الفترة من الأشهر القمرية..!!!).
5- على مستوى الصيانة: تحاشي إجراء بعض الصيانات الخطيرة لشبكة الكهرباء.. المحركات.. إلخ (في هذه الفترة من الأشهر القمرية..!!!).
نتاج صيام الأيام البيض:
ومن هنا كان (الإعجاز النبوي) بالوصية، بصيام أيام البيض، وذلك لتفادي تلك الحالات المرضية الخطيرة، والجرائم المريعة، والحوادث الفظيعة. فالصيام بالإضافة إلى أنه: عبادة وأجر وطاعة وثواب عظيم للمسلم، فإنه أيضًا وقاية وسعادة وصحة ورحمة بالإنسان. الله أكبر!!! حقا إنه -صلى الله عليه وسلم- الرحمة المهداة من رب العزة، الذي قال فيه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
وأخيرًا:
ولعل هذه الحقيقة العلمية تكشف عن:
معجزة باهرة من معجزات النبيِّ (الأُمِّي) -صلى الله عليه وسلم-، الدالة على نبوَّته -عليه الصلاة والسلام-، و التي تؤكَّد أنَّ ألإسلام هو: الدين الحق المُنَزَل من عند خالق السماوات والأرض.
الذي وضع القوانين العلمية في الطبيعة..
فمن كان يعلم هذه الحقيقة العلمية قبل قُرابة أربعة عشر قرنًا أو يزيد؟؟!! حقاً إنه كما قال -تعالى- فيه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4].
وختامًا:
ولعلَّ الهدف من هذا (الإعجاز النبوي): تنبيه الإنسان للعودة إلى ربه -سبحانه-، مهما أخذه غرور العلم، وعنجهيَّة التقدم. قال -تعالى-: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى} [الأعلى: 10، 11].
{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38]،
وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} [الإسراء: تعالى 12].
هذا والله أعلى وأعلم
نسأل الله تعالى الأخلاص والسداد
والطاعة تولد طاعة
وجزاكم الله خيرًا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.