مظاهر الإحتفال بشهر رمضان حول العالم " اليمن "
المظاهر الرمضانية في جميع مناطق اليمن متشابهة؛ فتبدأ الاستعدادات من الأيام الأخيرة من شهر شعبان.
وما إن يبدأ اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل حتى تبدأ مظاهر الحياة بالتغيُّر تمامًا فتتحول حركة الحياة من النهار إلى الليل؛ وتشهد شوارع المدن اليمنية ذروة ازدحامها في الدقائق الأخيرة التي تسبق موعد أذان المغرب بعد أن يكون الصناعيُّون قد قاموا بالدورة إلى خارج المدن بسياراتهم.
الفطور
ونجد بدايةً أن اليمنيين يحرصون على أداء صلواتهم في شهر رمضان في المساجد، وتشهد المساجد حضورًا ملحوظًا منذ صلاة الظهر حتى قدوم صلاة المغرب، وعند الفطور يجلس الصائمون في دوائر صغيرة حول موائد الفطور المُكَوَّن من: التمور، والسمبوسة، والباجية، والحامضة، وهي خليط مكون من الحلبة والليمون والخل والطماطم، كذلك الشفون وهي وجبة يمنية مشهورة يتناولها اليمنيون في شهر رمضان.
وجبة العشاء
ويُركِّز اليمنيون في وجبة العشاء عقب صلاة المغرب على اللحوم وأنواع أخرى من الأطعمة، مثل الكبسة، والعصيد كوجبة شعبية، وكذلك السلتة وهي وجبة مكونة من الحلبة والخضر واللحم المفروم والتوابل والبيض.
أما الحلويات فهي مادة أساسية وأشهر أنواعها هي "الرواني" والكنافة.
السهرة
وبعد الانتهاء من صلاة التراويح تزدحم الأسواق بالمُتسوِّقين، وفي المناطق الساحلية تُفضِّل الكثير من الأسر قضاء السهرة في نزهة قرب الشاطئ أو في الحدائق إلى أن يحين وقت السحور، الذي غالبًا ما يكون "الفتة" وبعض الحلويات.
في صنعاء
وفي صنعاء يختلف رمضان عن باقي العالم الإسلامي كله؛ ففي العشرين من شهر شعبان نجد الأسواق تكون قد امتلأت بكل ما يحتاجه الإنسان في هذا الشهر؛ ونظرة واحدة من خلال "الباب الكبير" تلفت الانتباه لتزاحم الناس وتداخلهم، خاصةً وأن محلات كثيرةً لا تُفتَح إلا في هذا الشهر وتبقى مُقفْلَةً طوال العام.
وقبل رمضان بثلاثة أيام تبدأ مآذن صنعاء بالترحيب بالضيف الحبيب فتبدأ مئذنة الجامع الكبير في التكبير والتهليل.
أما اليوم الذي يكون قبل رمضان فله تسمية في صنعاء وهي (يوم يا نفس ما تشتهي)، وتعني هذه التسمية ماذا تريدين أيَّتُهَا النفس في هذا اليوم الذي يكون في حياة سعيدة ومرحة للأطفال.
وبعد عشر دقائق من أذان المغرب يقوم الناس لأداء الصلاة، وبعد الصلاة يتسارع الناس نحو منازلهم لتناول طعام الإفطار.
وبعد أذان العشاء يخرج الرجال لأداء الصلاة ثم السهر خارج المنزل.
الأطفال في رمضان
أما الأطفال فهم ينامون غالبًا في منتصف الصباح، وفي المساء يتجمَّعون بعد صلاة العشاء يطوفون في الشوارع يُنشدون الأناشيد الجميلة.
رمضان في الريف اليمني
أما الحياة في الريف اليمني فتختلف نسبيًّا خلال شهر رمضان عن حياة المدن؛ فالنساء يَقُمْنَ بتحضير الفطور والعَشاء عقب الظهر مباشرةً، بينما يقوم الرجال في جولات جماعية إلى خارج القرى في زيارة للأسواق والوديان.
وكذلك يحرص سكان القرى الذين لم تصل إليهم الكهرباء أن تُضَاء منازلهم خلال شهر رمضان بمصابيح قوية، ويتم تعبئتها بمادة الكيروسين ويتجمعون في المساء عند أبرز الشخصيات في القرية.
وفي النهاية نجد هتافات الوداع في الأيام الأخيرة منه؛ والتي تُعبِّر عن حزنهم لفراق شهر رمضان المُبارَك.