مظاهر الإحتفال بشهر رمضان حول العالم " اليابان "
لما كان عمر الإسلام في اليابان لا يتجاوز مئة عام فقط مع ذلك فإن هناك إقبالاً كبيراً على الإسلام بين اليابانيين، ويتراوح عدد المسلمين من اليابانيين بمائة ألف مسلم، وأما غير اليابانيين فيزيدون ثلاثة أضعاف هذا العدد، وهناك تقارب بين المسلمين تسوده مشاعر الألفة والمودة خصوصاً في مثل هذا الشهر الكريم الذي له وضعه الخاص من بين شهور العام عند عموم المسلمين.
وكالعادة تبدأ الاستعدادات لهذا الشهر الكريم قبل حلوله، حيث يقوم المركز الإسلامي ويبدأ نشاطه بتولي عملية استطلاع هلال رمضان، ويصدر تقويماً يتضمن أوقات الصلاة والمواعيد التقريبية بالإمساك والإفطار في رمضان، وتوزع قوائم بأسماء المطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال ويعاد تعديلها دورياً وتمد بها كل التجمعات والمؤسسات الإسلامية الأخرى .
ويحل ضيف المسلمين
فتعلو روح الألفة والترابط، والمودة والتكاتف بين أفراد المجتمع المسلم في اليابان، وتظهر هذه المزايا الحميدة جلية واضحة في أول يوم من رمضان عند الاستعداد لوجبة الإفطار، والتي يتبناها المركز الإسلامي في معظم المساجد يومياً، وكذلك وجبة السحور، بينما يكون غالب الحضور من أبناء الجاليات المسلمة التي تعيش في اليابان .
كما يقوم المعهد العربي الإسلامي مشكوراً بإقامة إفطار يومي للصائمين ويحضره كثير من الناس ولله الحمد والمنة، وأغلبهم قريب من المسجد، وبعضهم يأتي من مسافة تتراوح ما بين ساعة وساعتين بالقطار وهنا حقيقة مؤلمة جدا لابد من ذكرها وهي للأسف وجود أناس هم عُباد رمضان فقط.
وأما أغلب الطلاب خصوصا البعيدين عن المسجد فيأتون في نهاية الأسبوع وذلك بسبب وجود المحاضرات التي يمتد بعضها إلى ما بعد الإفطار وأما نوع الإفطار فهو رائع جدا وهذه السنة منظم أكثر من العام الماضي ولله الحمد وكثير من الرواد يثنون على نوع الأكل. والإفطار عبارة عن تمر وقهوة وِحساء (قبل الصلاة)، وبعد الصلاة يكون العشاء وهناك أنوع كثيرة يصعب عدها .
الناحية الدينية
يقوم المعهد العربي الإسلامي بإقامة درسين يوميا بعد صلاة المغرب وبعد صلاة التراويح ويقوم المعهد أيضاً بدورة شرعية في وسط رمضان من قبل دكاترة مبتعثين من قِبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكذلك هناك حلقات لتحفيظ القران الكريم.
كما يصل إلى اليابان طوال شهر رمضان أئمة حفاظ وقراء يؤمون المسلمين في التراويح والقيام ليالي رمضان وكثير منهم من انجلترا وفرنسا، وغالباً ما يكون هؤلاء القراء من باكستان والهند، وكذلك في الاعتكاف الذي يقام في عدد من المساجد .
استقبال العيد
يهتم المسلمون اهتماماً كبيراً بصلاة العيد، فتصل الأفواج الكبيرة لأداء هذه الشعيرة التي تنمي فيهم روح التلاحم والمودة وتظهر من خلالها محاسن الإسلام مما يترك أثراً طيباً في نفوس أهله، وتأثيراً بالغاً في نفوس المحرومين من غير المسلمين، وقد كانت وما زالت صلاة العيد تؤدى في المساجد والمصليات التي تضيق بالأعداد الكبيرة القادمة لأداء هذه الشعيرة.
مما يجعلهم يصلون على دفعات، بسبب امتلاء المساجد والساحات المحيطة بها، كما في مسجد المعهد العربي الذي يكتض بالمصلين، وفي الفترة الأخيرة أقيمت صلاة العيد في الحدائق والمنتزهات والملاعب الرياضية مما زاد تأثير هذه الصلاة على المسلمين وغير المسلمين .