ظاهر الإحتفال بشهر رمضان حول العالم " تشاد "
تشاد إحدى دول وسط إفريقيا، تحدها شمالاً ليبيا وجنوباً إفريقيا الوسطى وشرقاً السودان، وغرباً النيجر ونيجريا والكاميرون. يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، يمثل المسلمون نسبة 85%، وتبلغ المساحة الكلية لتشاد 128400 كيلومتر.
ولكي نتعرف أكثر على هذا البلد المسلم التقينا الأستاذ آدم كردي شمس - القائم بأعمال السفارة التشادية بالرياض- والذي حدثنا عن دخول الإسلام تشاد في القرن الأول الهجري عام 46هـ 666م، حيث قامت ثلاث ممالك إسلامية: مملكة كانم الإسلامية (800-1900م)، ومملكة الوداي الإسلامية، (1615 –1900)، ومملكة باقري الإسلامية (1512-1892).
ثم ما لبث أن اتحدت هذه الممالك عند دخول الاستعمار مكونة جمهورية تشاد الحالية وعاصمتها أنجمينا ومعناها (ارتحنا)، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعالم الإسلامي، وتحرص على دعم الروابط الأخوية العميقة بينها وبين كافة شقيقاتها من الدول الإسلامية.
عن مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان في تشاد يقول الأستاذ آدم كردي:
تحرص كل أسرة على تخزين احتياجاتها من المواد الغذائية اللازمة بشهر رمضان المبارك قبل حلوله بوقت مبكر، وخلال هذا الشهر الفضيل تبرز سمة التكافل الإسلامي في أبهى صورها، حيث يتسابق الأثرياء من المسلمين في تقديم وجبات الإفطار للفقراء والمساكين وعابري السبيل، فتجد موائد الإفطار منتشرة في الشوارع والميادين العامة والمساجد.
وتشاد لا يختلف كثيراً عن أي بلد أو دولة إسلامية، فشهر رمضان له مكانة عظيمة في نفوس المسلمين في كل مكان، وعادة يبدأ الاستعداد لاستقبال شهر رمضان من منتصف شهر شعبان، وذلك بإعداد الأكلات التي تناسب الإفطار والسحور وتكييف مواعيد العمل بما يناسب مع شهر رمضان المبارك.
وأغلب الإخوة المسلمين في تشاد يقضون معظم أيام شهر رمضان المبارك في الذكر وحضور حلقات دراسية في المساجد وتلاوة القرآن الكريم، والسعي لمرضاة الله ثم الذهاب إلى الأسواق لقضاء حاجاتهم التي تكثر في هذا الشهر المبارك، وفي الليل صلاة التراويح والتهجد.
* كيف يمكن الاستفادة من هذا الشهر الكريم في نشر الدعوة الإسلامية في مختلف أنحاء العالم؟
من واجب المسلمين جميعاً الدعوة إلى الله، وخاصة أولئك الذين بيدهم هذه المسؤولية لأنهم -أي الدعاة- خير وسيلة للإعلام، فيدعون الناس عن طريق الخطب ويتقبل السامعون دعوتهم لثقتهم فيهم، وهذه الثقة تستطيع التأثير عليهم.
بل يمكن تحريكهم إلى الوجهة التي تقتضيها مصلحة الإسلام والمسلمين وشهر رمضان المبارك مناسب جداً للدعوة، لأن أغلب الناس في أماكن العبادة حتى غير المسلمين يستطيع الداعية أن يجذبهم إليه، وبذلك يكون شهر رمضان المبارك أنسب الشهور للدعوة الإسلامية، ولإحياء الفكر الإسلامي في حدود القواعد الإسلامية وإزالة الجمود الفكري والأفكار الهدامة والدخيلة التي شوهت جمال الإسلام، وخصوصاً في السنوات الأخيرة.
* ما هي الدروس المستفادة والتي يمكن أن يستفيد منها المسلم في هذا الشهر الكريم؟
قال صلى الله عليه وسلم : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) وبالإضافة إلى ما رد في الحديث فإن الصوم تهذيب للنفس وتعويد لها على الخير والنظام والصبر، كما أن الصوم يريح المعدة من عناء عملها المتواصل ويقوي الجسم ويريح الإنسان من أمراض كثيرة.
بالإضافة إلى أن الصائم يشعر بالمساواة بينه وبين إخوانه الصائمين فيصوم معهم ويفطر معهم ويحس بوحدة إسلامية عامة ويحس بالجوع فيواسي إخوانه الجائعين والمحتاجين، فهذه الأمور في تقديري جزء من الفوائد التي نجنيها من صيام شهر رمضان المبارك.
* كيف تقومون بتعويد أبنائكم في تشاد على الصيام؟ وما هو الأسلوب الأمثل لذلك في رأيكم؟
واجب الإنسان المسلم هو أن يحمل الأمانة التي هي دين الله إلى الناس والدين عند الله الإسلام؛ فإن من واجبنا تعويد أبنائنا على الصوم وفوائده بالتدرج على حسب عمر الطفل حتى ينشأ الطفل ويتحمل هذه المسؤولية الإسلامية والصوم ركن أساس من أركان الإسلام الخمسة.
* هل سبق وأن صمت شهر رمضان في بلاد غير إسلامية؟
لقد صمت عدة مرات في إحدى الدول الأوروبية أثناء عملي في البعثة التشادية، والمسلم يواجه في تلك الدول بعض المتاعب وخصوصاً تحديد فترتي الإمساك والفطور، ومع ذلك فإن الجالية الإسلامية في تلك البلاد استطاعت أن تذلل هذه المسائل بتحديد هذه الأمور بالساعات مع اعتبار فوارق التوقيت.
* كيف تودعون في تشاد شهر رمضان المبارك وتستعدون لاستقبال العيد في بلادكم؟
في العشر الأواخر من رمضان يحتفل المسلمون عادة بليلة القدر التي وصفها الله في كتابه العزيز بأنها خير من ألف شهر. حيث يكثرون من الذكر، وفي نفس الوقت يتم الاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك الذي يستمر حوالي ثلاثة أيام يتخللها زيارات للأهل والأقارب والجيران