محمد فوده يكتب:
نصير الأسدى .. الرجل الذى فقدته البورصة الأردنيةّ!!
اصابتنى الدهشة وشعرت بحالة حزن شديد وانا أقرأ تقريراً يتناول حركة الاوراق المالية فى المملكة الاردنية الهاشمية موضحا بالأرقام ذلك الانخفاض الملحوظ فى عدد المساهمين فى السوق المالى الاردنى وما ترتب عن ذلك من انخفاض أيضا فى الأسهم ببورصة عمان.
فكما جاء فى التقرير انه بتاريخ 30/6/2011 بلغت القيمة السوقية لأسهم المساهمين الأردنيين 10.76 مليار دينار، أي أن القيمة السوقية انخفضت بمقدار1.17 مليار دينار منذ بداية عام 2011 وحتى 30/6/2011 وبنسبة انخفاض بلغت 9.81% و 48.95% بالمقارنة مع القيمة السوقية بتاريخ 31/12/2010 و 30/6/2008 على التوالي.. ونفس الشئ حدث فى اعداد المساهمين ففى 30/6/2011 بلغ عدد المساهمين640948 مساهم، وهذا يعنى أن عدد المساهمين الذين خرجوا من السوق المالي منذ بداية عام2011 وحتى 30/6/2011 بلغ 161406 مساهم وبنسبة انخفاض بلغت 20.12% و 26.69% بالمقارنة مع العدد الذى كان بتاريخ 31/12/2010 و30/6/2008 على التوالي.
ومحصلة تلك الأرقام وكما تقول الإحصاءات نجد خروج 233366 مساهم خلال الثلاث سنوات الماضية المنتهية بتاريخ 30/6/2011.
ولأننى من المتابعين لحركة الاسواق المالية فى عدة دول عربية من بينها المملكة الاردنية الشقيقة فقد توقفت كثيراً امام تلك الارقام الصادمة ووجدتنى اتساءل من المسئول عن هذا التردى ولمصلحة من هذا التدهور فى سوق المال الاردنى ؟ وتذكرت على الفور رجل الاعمال العراقى نصير الاسدى الذى ظل داعما للبورصة الأردنية لعدة سنوات وقت أن كان يمثل أحد العوامل الرئيسية التى حمت بورصة عمان من الإنهيار وبالتحديد وقت حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية التى عصفت باقتصاديات دول كثيرة فى شتى أنحاء العالم.
وعلى الرغم من ذلك فقد كان نصير الأسدى ضحية مؤامرة خسيسة داخل الأردن شاركت فيها عدة جهات وبالطبع كان ذلك لحساب مستثمرين ورجال اعمال آخرين للأسف الشديد لم يكن همهم سوى زيادة رأسمالهم على حساب كل شئ حتى لو ترتب عن ذلك انهيار اقتصاد بلد بأكمله أو تدهور بورصة كانت لعدة سنوات متماسكة وتتمتع بسمعة عالمية طيبة .
ولأننى غيور على بلدى الثانى الأردن تحدثت هاتفيا مع عدة شخصيات اقتصادية متسائلاً : لماذا السكوت على هذا الوضع المتردى ولماذا اغماض العيون عن هذا التآمر الواضح وضوح الشمس على بورصة عمان بل وسوق الاوراق المالية بالكامل .. فزاد من حيرتى بل وحزنى ايضا ما قاله لى السيد محمد غزاله وهو صاحب شركة وساطة تعمل فى البورصة فقد علمت منه أن نصير الأسدى أنقذ من قبل الكثير من الشركات التى كادت تهوى وتنهار الى الأبد وتخرج من البورصة الأردنية فقد كان دائما يمد يد العون لصغار المستثمرين وكان يتصرف تجاه المحتاجين تصرفات الكبار الذين لا ينتظرون حتى كلمة شكر لإيمانه الشديد بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وأضاف محمد غزاله فى محادثته الهاتفية معى أن ما تشهده البورصة الأردنية من انهيار الآن يرجع الى عدة اسباب من بينها بل وفى مقدمتها إبعاد نصير الأسدى عن العمل كما كان من قبل فى سوق الأوراق الملية الأردنية وقال :أنا على يقين أن تدخل سيدنا الملك عبد الله لحماية نصير الأسدى وغيره من المستثمرين الشرفاء سيكون بكل تأكيد له عظيم الأثر فى تصويب الخلل الذى نعيشه الآن فى سوق الأوراق المالية ويوقف التدهور والانخفاض المتزايد فى اعداد المساهمين ، بالإضافة الى تقليم اظافر أصحاب الأجندات الخاصة الذين كل همهم ذبح المستثمرين الشرفاء وإزاحتهم عن طريقهم بأى ثمن حتى لو لم يكن عليهم أية مخالفات ، فالطرق الملتوية التى يسلكها بعض اصحاب النفوس الضعيفة تجعلهم يصلون الى أهدافهم بسرعة فائقة على جثث الشرفاء أمثال نصير الأسدى الذى لم يرتكب اى جريمة فى حق احد ولكن كل جريمته انه وثق فى الآخرين ولم يكن انانياً فى عمله بل كان يحرص على افساح المجال للآخرين ليعمل الجميع دون تفرقة.
ولم أكتف بما قاله لى محمد غزاله فتحدثت الى عدد آخر من رجال الأعمال والمستثمرين بالأردن فقال الى أحدهم وطلب منى عدم ذكر اسمه :لن اتحدث عن نصير الأسدى الرجل الإنسان الشريف لأنه ساعدنى كثيراً فى الخروج من أزماتى المالية وفى هذه الحالة ستكون شهادتى "مجروحة" ولكنى سوف استشهد بشئ بعيد عنى تماماً وهو حصول نصير الأسدى على تكريم من مؤسسة فيوتشر للإعلام الدولى عقب الاستفتاء الذى اجرته المؤسسة حول اختيار رجل الأعمال الأكثر تاثيرا فى بورصة الاردن وحركة سوق الاوراق المالية الاردنية وكان سبب فوز الاسدى بهذا التكريم هو حصوله على اعلى نسبة من اعداد المشاركين فى الاستفتاء الذى ظل حديث السوق الأردنى منذ حوالى شهرين وحتى الآن.
وقال لى احد صغار المستثمرين أن نصير الاسدى تعرض لحرب شرسة بمعرفة أحد البنوك المهمة فى الاردن فقد كانت الإدارة السابقة للبنك تتفنن فى تضييق الخناق على الرجل من اجل ابعاده عن السوق الاردنى لدرجة انهم قالوا له اذا تركت الأردن وذهبت الى اى بلد آخر سوف نساعدك بمنحك أية قروض تحتاجها من خلال فروعنا المنتشرة فى الدول العربية .
وهنا أتساءل واترك تلك التساؤلات تسير فى كل الإتجاهات الى ان تصل الى اعلى مستوى : هل ما يجرى الآن فى سوق الاوراق المالية الاردنية يرضى احداً وإن لم يكن كذلك فلماذا السكوت ولماذا ترك الامر يمر وكأنه لا يهم احداً وهل يصل بالفعل هذا الامر الى العاهل الاردنى الملك عبد الله بن الحسين ليصدر مكرمة ملكية وينعم على نصير الأسدى بالرعاية والحماية ليتمكن من مزاولة نشاطه المالى فى المملكة الأردنية بلده الثانى دون أى احساس بالخوف او التوجس فيما هو قادم .
أنه تساؤل اتمنى ان اجد له اجابة ولا اكون كمن يتحدث الى نفسه ولا يسمع سوى صدى الصوت وكأننى كمن يؤذن فى مالطا.
ــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن جريده نت