محمد الدسوقى رشدى
دماء الحدود فى رقبة مرسى
ألا تشعر بالكسوف؟! ألا تصاب ملامح وجهك ببعض من حمرة الخجل؟ ألا تشعر بأن قليلا من البكاء على أرواح شهداء الحدود والدعاء لهم والصراخ بالقصاص وترميم كرامة الموطن التى تعرضت للإهانة أهم بكثير من سعيك الفاشل لنفى التهمة عن حركة حماس؟ وأهم بشكل أكبر من استغلال دماء الشهداء فى العزف على نغمة خطط الدولة العميقة لتعجيز الدكتور محمد مرسى وإفشال برنامجه الإصلاحى؟
الكلام السابق موجه بشكل خاص إلى عضو مكتب الإرشاد محمود غزلان الذى أظهر القبيح من أخلاق البشر حينما سارع إلى استغلال دماء شهداء مصر وتحويلها إلى أداة جديدة لتبرير ارتباك محمد مرسى. عضو مكتب الإرشاد المحترم لم يهتز كيانه للمجزرة التى راح ضحيتها أكثر من 15 شابا مصريا وتغاضى عن كل هذا الحزن القابع فى صدر الوطن وواصل أداء مهمته ومهمة كل القيادات الإخوانية فى الفترة الأخيرة بالعزف على وتر تعرض الرئيس مرسى لضغوط تهدف إلى تعجيزه.
لم يخجل غزلان وهو يحول دماء شهداء حدود مصر إلى وسيلة يبرئ بها رئيسه ولم ير فى الحادث أى بشاعة إلا فى كونه حادث يهدف إلى تعجيز الرئيس وقال بالحرف الواحد: «الحادث يهدف إلى عرقلة الرئيس فى تنفيذ برنامجه الإصلاحى، والذى سيحدث نهضة شاملة لمصر»، ثم أظهر قدرات تحليلة ساذجة حينما تغاضى عن كل الحركات الجهادية والأيادى الإسرائيلية والخلايا المتطرفة فى سيناء، وقال إن الحادث تم تنفيذه من قبل مجموعات تنتمى إلى النظام البائد، وكأنه لا يسعى إلى شىء سوى إثبات أن الحادث هدفه عرقلة الرئيس حتى لو جاء هذا الإثبات على حساب دماء الشهداء والمنطق والعقل.
التحليل «اللوذعى» لمحمود غزلان عضو مكتب الإرشاد كان من الممكن اعتباره هذيانا لرجل يريد أن ينضم إلى فئة المحللين الاستراتيجيين ولكن إصرار غزلان على ذكر النظام البائد، وتزامن تحليله الساذج مع موجة التصريحات الإخوانية التى هدفت قبل أن تقدم العزاء فى شهداء الوطن إلى تبرئة حماس ثم التأكيد على فشل المخابرات المصرية والجيش فى حماية الحدود.. هذا التزامن أو التوافق يدفعك للاقتناع بأن الجماعة مستعد أن تركب أى حدث.
وأن تلوى أعناق كل الحقائق من أجل تحصين الرئيس المنتمى إليها وإخلاء سبيله مقدما من أى مسؤولية يجب أن يتحملها بوصفه رئيس الدولة والمسؤول عن كل شىء.
وإذا كان الإخوان يستسهلون فكرة اتهام المخابرات المصرية والجيش من أجل تبرئة محمد مرسى فهم يضعون باتهاماتهم هذه مرسى فى مأزق كبير لأنه سيصبح مطالبا بإثبات قوته كرئيس قادر على اتخاذ ردود فعل قوية تحمى كرامة مصر حتى لو كانت بإقالة مدير المخابرات الفاشل حسب رأى قيادات جماعته، وإقالة وزير الدفاع المستهتر والمنشغل بالسياسة حسب تصريحات قيادات مكتب الإرشاد.. فهل يفعلها مرسى أو يملك أصلا القدرة أو الجرأة على فعلها؟!
الكارثة التى شهدتها حدود مصر كبيرة، والكرامة موجوعة بتلك الصور التى نشرت لجنود الكيان الصهيونى بجوار المدرعة المصرية التى دمروها بعد أن سرقها قتلة جنود مصر، الكارثة أكبر من أن يستغلها الإخوان لتصفية حسابات مع جهاز المخابرات والمجلس العسكرى، وأفظع من أن يجعلها البعض أداة لكسر محمد مرسى أو الهجوم عليه.. الكارثة كارثة وطن فكونوا على قدر المسؤولية، وكفاكم تصفية للحسابات.