عاش الزوجان حياتهما فى سعادة وهناء، يربط بينهما رباط الحب والإخلاص والوفاء، فى مدرسة واحدة يعملان، ويصارعان من أجل لقمة العيش الحلال ....
بعد سنوات من هذا الزواج السعيد، قدم الوليد تلو الوليد، حتى صاروا ثلاثة أولاد، وبدأ عبىء الحياة عليهما يزداد، فدفعت تلك الظروف والأحوال، هذا الزوج للترحال، حيث العمل الذى لا يطيق، فى بلد عربى شقيق ....
وبعد أربع سنوات ذاق خلالها صنوف العذاب أشكالاً وألواناً، حان وقت الحصاد، ليوفر للأولاد الحياة الهنية، والعيشة الراضية المرضية، فقام بشراء أربع أفدنة من الطين، زرعها بالتفاح والليمون والتين ....
مرت السنين والأيام فى سعادة وهناء، حتى جاء هذا المساء الحزين، فهادم اللذات ومفرق الجماعات، إختاره بالذت، ليودع الحياة، وداع المحبين....
صرخت الزوجة من قلبها المكلوم، وحزنها المكتوم، وحبها الدفين، على زوجها، ورفيق دربها، المخلص الوفى الأمين...
توافد الأهل والجيران والأصدقاء، لتقديم واجب العزاء، وفى هذه الأثناء، لفت نظر الجميع سيدة حسناء، ترتدى الملابس السوداء، وتفرط فى تعداد محاسنه، والدعاء له، والثناء الممزوج بالبكاء عليه....
فتساءلوا فى حيرة ودهشة منقطعة النظير:
ـ من تكونين؟ وهل تعرفين الراحل الكريم؟
فأجابت بفم ملآن باليقين:
ـ إنه زوجى منذ ثلاث سنين، وقد وهبنى أربع فدادين بالتسجيل الرسمى السليم ...
فنظر الجميع إلى الجسد المسجى، وحوقلوا .