فى جو من السعادة والهناء؛ قام الزوجان بارتداء ثياب الفرح الغناء؛ فاليوم هو موعد حفل تخرج ابنهما الذى جاء ترتيبه الأول على كليته الشهيرة؛ تخالجهما مشاعر أثيرة من الفخر والاعتزاز؛ بهذا التفوق والامتياز ....
إستقبلهما السائق عند باب السيارة؛ برشاقة مصطنعة وخفة ومهارة؛ ليجلسا معا على الكنبة الخلفية كالمعتاد؛ كملكين متوجين على مملكة البلاد ....
عند منتصف الطريق؛ حدث مالا يتوقعه عدو ولا صديق؛ فقد انحرفت السيارة انحرافاً شديداً؛ شمالاً ويميناً بشكل حاد؛ يشبه الزجزاج؛ فتخبطت السيارات فى كافة أنحائها، وارتبكت حركة المرور من ورائها، وتعالت الأصوات والاستغاثات الحادة؛ محذرين السائق من هذا الاختلال فى عجلة القيادة....
وفى ثوان معدودات أمر الزوج بإيقاف السيارة على جانب الطريق؛ ليتفحص هذا الخلل الذى كاد يودى بفرحهما العميق إلى مصير مجهول؛ فلم يجد ـ رغم المشهد المهول ـ ما يعول عليه من أعطال متوقعة؛ فأمر السائق الذى معه بمعاودة القيادة؛ وما هى إلا دقائق معدودة حتى تكرر الحدث كالعادة؛ وكادت السيارة أن تنحدر إلى منخفض عميق؛ لولا عناية الله الحليم الرفيق ....
فعزم الزوج أن يكمل الطريق إلى الكلية حيث السعادة الحقيقية؛ بدلاً من السائق؛ الذى ظهرت عليه أعراض السعادة (الوهمية) وهو يترنح بشكل غير لائق؛ بفعل جرعة من المخدرات القوية