فى يومها الأول، طلبت مهلة ربع ساعة، لكنه بعد أن مل الانتظار، طرق عليها الباب.. فأجابت وكأنها لا تعرف من بالخارج .. ثم ظهرت متوارية فى الخجل.
فى يومها الثالث.. مرت من أمامه شبه عارية.. فتذكر وزفر بصوت عال وضحك.. فنظرت وتذكرت وضحكت.. لكن لحظة الخجل العابرة على عينيها كانت كافية كى يذهب بها إلى السرير.
فى خروجها الأول، حين وقفت أمام المرآة تنظر حسنها، خلفها وقف.. ضمها إلى صدره، وهمس فى أذنها.. فرمت ببسمة صغيرة على أرضية الحجرة العارية قبل أن تواجهه وتترك على شفتيه قبلة وتسرع خارجة.
لم ينهِ طعامه البارد اليوم.. انفرد بالحجرة.. لم ينتظرها...
متعب .... قال
العمل .... قال
واسند رأسه إلى مخدته ونام، بينما ظلت عيناها معلقة بالشاشة البيضاء التى تنقل مشهدا ساخنا.
اصطدم بها فجأة وهى خارجة من الحمام .. سقطت من عليها الفوطة.. غطاؤها الآخير.. أو ربما تعمدت هى اسقاطها لتستعيد صورة جسدها فى عينيه.. لكنه كان منشغلا عنها بمطاردة أوراق الجريدة - التى انفلتت أوراقها منه - قبل أن تلمس الأرض المبلولة بماء "الحموم"
هاتفها من خارج المنزل، سأتأخر قليلا..
صمتت .. وانشغلت بالسؤال الدائم
"هل ملنى"..
وأُغْلق الخط على سؤالها فظل معلقا فى السلك البارد بلا رد.
اليوم احتفلا بعيد زواجهما الأول..
عاد من عمله متأخرا.
انهت عملها فى المطبخ قبل وصوله بقليل.
لم تجد سببا لدخولها الحمام.
لم يجد سببا لشرائه شمعة.
فاكتفى بأن يقبلها قبل أن ينام واكتفت.
هاتفته من خارج المنزل ... أخبرته أنها راحلة
صَمَت
قالت أنها ستحمل له صورة ستضعها على طاولة - فى مخيلتها – بعد أن تحيطها بإطار مذهب يضفى على ألوانها – الباهتة – بعض من التألق والبهاء
صَمَت.