تمر الأيام، الشهور... الأعوام، كما تتوالى الفصول... لكل فصل ألوانه وذكريات ... يأتي الصيف وبعده الخريف، تلقي الأشجار أوراقها الصفراء على الأرض وتأتي الرياح التي تسبق السحب الماطرة والثلوج، وبعد قسوة برد الشتاء يلوح الربيع ونستعد النفوس سكينتها كما تسترجع المروج رونقها.
السيد العام في حيرة من أمره، انه في حالة انتظار. يا ترى من الذي ينتظره السيد العام. ومن المنتظر الذي جعله في هاته الحالة من القلق والترقب... السيد العام... نعم السيد العام الذي يعني السنة بالتمام والكمال. السيد العام يواجه أياما صعابا على ما يبدو. لعل زمن العولمة اقلق العام… التغير في المناخ الذي ترك مفعوله… أو ربما تبعات الأزمة المالية أو شيئا من هدا القبيل... ربما أفزعته تحركات الشارع العربي، انه يسمع الشعارات ويريد أن يعرف مادا يقولون. إنهم شباب رجال ونساء يهتفون: إرحل،إرحل،إرحل...
على كل حال إدا سمحتم سنحاول التصنت على مجرى الحوار بين السيد العام وضيوفه الكرام حتى نضطلع على مصدر قلقه.
من يا ترى؟ إنهم أربعة... إنهم يتقدمون الواحد تلو الأخر. لا احد منهم يشبه الأخر. يقتربون ببطء واحترام نحو السيد العام...
في الحالات العادية كانوا يتلقونه دون ريبة ويعطونه الحساب دون سابق قلق و طول انتظار، لكن الأمور اختلطت عليهم الآن ولم يعد الكل يضبط ويعرف مدى اختصاصاته، لدا فان الأمر صعب أمام السيد العام.
الأول كانت تبدو عليه علامات الحزم والحزن بحلة ناصعة البياض، قال بأنه أعطى ما عنده وأكد أن ظروفه لم تسمح بالمزيد. وان تلك الزيادة التي التي تم السماح بها كان لها مفعول ايجابي على العموم إلا أنها ربما أثرت سلبا في مجالات أخرى.
الثاني لم يحضر كعادته، كان يقدم مزهوا بثياب مزركشة تفوح منها رائحة تزكي النفوس وتبهر الأنظار. شكر الأول عن مجهودا ته وتفهمه للظروف الصعبة التي واجهته وبشر بان الوضع الحالي يبشر بالخير.
فحضرا لثالث فكان العرق يتصبب على وجهه وأعرب عن شكره للأول وامتنانه للثاني وكد عن تفهمه ومدى حرارته،وانه يسعى بان يكون معتدلا قدر الإمكان. دلك إن الأشخاص دوي الحجة اشتكوا من افر اطه أحيانا دون سابق إنذار.
وجاء دور الأخير، الذي اكتر من الشكوى والعتاب. فتبرا من كونه مصدر الحزن والسبات لقصر أيامه وطول لياليه.
هكذا بدأت الأجواء تتضح فاستبشر الشتاء والخريف عندما أبدى السيد العام عن رضاه عن الكل ومباركته لجميع المبادرات رغم بعض التحفظات... لمادا يأتون قبل البحت عن زميلهم الربيع، ولمادا تغيب على غير عادته ولا بد من عقابه..
فانحنت له الفصول الثلاثة وهي تشير إلى النافدة.
مادا يرى السيد العام؟
انه لم يصدق ما يرى!
انه يسمع صوت الربيع ينادي: إرحل، إرحل، إرحل...