الثُّلج كَسى المَدِينةَ وَغَطى المَنازِل والطُرقات، خَرجَ بَطُوطْ لِيُزيل الثَّلجَ عَنْ مَدْخَلَ بَيْتِه وكذلك السِّنجابين خرجا لِيُزيلا الثلج عن غُصنِ شَجَرتِهم، كَانَ الثَّلجُ يَسْقُطُ منَ الغُصنِ لِمَدخَلِ بَيتِ بَطبُوط دُونَ أن يَنتَبِها، وعنْدَما اكتَشَفَ بَطوط ذَلك غَضبَ جداً ثُمَّ، قَرر أن يَجعلَهما يُنَظِّفان المَدخَل مرةً أخرى، فحَمَلهما بالمِجرَفةَ ووضعهما في مدخل بيتيه. بَينَمَا كانا مُنهَمِكين فِي العَمَل لاحَظا حِيلة بَطبُوط وقَرَّرا الانْتِقَامَ منه لِمَا فَعل! ذهبا إلى بَابِ داره يَستَرِقَانِ النَظَر إلَيْهِ مِنَ قِفلِ البَابِ كَأنهم لُصوص، شَاهدا بَطبُوط يُمسك علبةً مَليئةً بالحُبوب.
ذهبَ بَطوط لكي يُحضر الحَطب للمِدْفَئَةِ، حينها دَخل السِّنجابينِ دارهِ خِلسةً وتذوَقا طَعم الحُبوب الذي لَمْ يُعجِبْهُما. رموها جانِباً حتَى انزَلقَ بَعضٌ منها قُربَ النَّار المُشتَعِلةِ فَتفرقعت الحُبوب بوشاراً لذيذاً، في هَذهِ الأَثنَاء دَخل بَطوط البَيْتْ وبِيَدِه الخَشَب للمِدفَئةِ، فاختبآ داخل عُلبةِ الحُبوب، أَخَذَ بَطوط بعضاً منَ الحُبوبِ ووضعها فِي مِقلاةٍ للطَهوِّ. خَرَجَ السِّنجابين ومَعَهما بَقِيّةَ الحُبوبِ، انتَبَهَ بَطوط لَهُما وخرج خَلفَهماً مُحاولاً الإمْسَاكَ بِهِما، لَكِّنَّهما سَريعاً اختبآ فيِ بَيتِهما.
أوْقَدَ بَطوط النَّار لِيُحرِقَ لَهما الشَجرةِ التيِ كانا يَسكُنانِ بها، قام السِّنجابَينِ بِسَكبِ بَقيّةِ الحبوب داخِلَ جِذعِ الشَّجَرَةِ، فتفَرقعت كَمِيّاتٌ كَبيرةٌ من حُبُوبِ البُوشَار وَغَطَّت المَكان.