خَرَجَتْ العَصَافِيرُ مِنْ أَعْشَاشِها تُغّرِّدُ فَوَقَ أَغْصَانِ الشَّجَر المَكْسُّوِ بِالثُّلُوجِ. كَانَ السَّنَافِرُ جَميعاً مُنْهَمِكينَ فيِ اللَّعِبِ بِالثُّلجِ. الجَمِيعُ يَعْمَلُونَ بِجدٍ وَنَشاطٍ فَرِحِين.
سَنْفُورٌ رَسَّام يُمارِسُ هِوَايَتَه، وَيَسْتَخْدِمُ رِيشَتَهُ مُبْدِعاً فِي أَجْمَلِ لوحاتٍ للسَّنَافِر. وَهُمْ يَعْمَلون، مَرَّ سَنْفُور مُفَكِّر عَلَيْهِم قَائلاً: أَنْتُم تُضَيِّعُونَ الوَقَتَ بِاللَّعِبِ. صُعِقَ السَّنَافِرُ مِمَّا قَالَهُ سَنْفُور مُفَكِّر، وَشَعَرُوا بِالغَضَبِ ثُمِّ قَرَّروا أَنْ يُلَقِنُوهُ دَرْساً لا يَنْسَاهُ أَبَداً فِي حَيَاتِهِ، فقاموا برميه بِكُرَةٍِ ثَلْجِيَّةٍ أَصَابَتْ رَأْسَهُ، وَظلُوا يَرْمُونَهُ بِالثَّلْجِ حَتَّى غَطَاهُ بِالكًامِلِ.
جَاْءَ إِلَيْهِ سَنْفُور مَازِحْ وَبِيَدِهِ هَدِيَّةٌ صَفْراءُ اللَّونِ عَلَيْهَا شَرِيطٌ أَحْمَرٌ وَقَالَ لَهُ ضَاحِكاً: سَامِحْنَا يَا صَدِيقِي نَحْنُ نُحِبُكَ لَكِّنَنَّا نُرِيدُ اللَّعِبَ مَعَك، فَأَخَذَ سَنْفُور مُفَكِّر الهَدَيِّةَ وَقَبِلَها بِمَحِبَةٍ. وَبَيْنَما كَانَ يُحَاوِلُ فَتْحَهَا متَشّوِّقاً لِما فِي داخِلِها، اخْتَبَأت السَّنَافِر جَمِيعاً.
خَرَجَ صَوتُ انْفِجَارِ لِمُفَرقَعَاتٍ " بووووووووم "
شَعَرَ سَنْفُور مُفَكِّر بِالحُزْنِ لِهَذِهِ المَزْحَةِ، ثُمَّ قَالَ: أَتَمَنَى أَنْ تَكْبُروا، وَتَفْهَمُوا قَيمَةَ الوَقْتِ!