السفير قيس العزاوى المندوب الدائم للعراق بالجامعة العربية:
5 ملفات أمام القمة العربية ببغداد يوم 29 مارس الجارى
أزمة سوريا والقضية الفلسطينية وإعادة هيكلة الجامعة العربية.. على جدول الأعمال
أكد السفير قيس العزاوى مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية أن بلاده أكملت كل التحضيرات لاستقبال القادة والزعماء العرب للمشاركة فى القمة العربية المقرر عقدها فى بغداد يوم29 مارس الجارى. وقال السفير د.قيس العزاوى إن العلاقات المصرية- العراقية يحكمها تاريخ كبير، ونعوّل على مشاركة مصرية عالية بالقمة، مؤكدا أن العراق أكمل جميع الاستعدادت لاستضافتها. وإن هناك فرصا ضخمة للشركات المصرية للعمل بالعراق، خاصة خلال مرحلتى اعادة البناء الإعمار، وأن مصر لها الأولوية الأولى بما لها من خبرات واسعة وبالنظر إلى العلاقات التاريخية بين الشعبين.
واضاف: إن هناك تماثلا فى أشياء وسمات كثيرة بين البلدين والشعبين عن سائر شعوب المنطقة، لافتا فى هذا الصدد إلى كونهما شعبى النهرين وادى النيل والفرات، وأنهما أول من عرف والقراءة والكتابة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى عقده الاسبوع الماضى بمقر المندوبية بالقاهرة
أكد السفير قيس العزاوى أن جدول اعمال القمة يتضمن 5 موضوعات أساسية، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية والملف السورى سيكونان على رأس جدول أعمالها، وتقدم العراق باقتراح إلى اجتماع المندوبين الدائمين التحضيرى للقمة لإدراج بند حول الإرهاب وتأثيره على الدول العربية، وسوف يقترح على القمة أن توقع على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، خاصة أن بعض الدول لم توقعها حتى الآن، وسيرى العراق فى وجود القادة العرب وانعقاد القمة فرصة للتوقيع عليها.
وقال: إن القمة ستناقش تقرير الأمين العام حول العمل العربى وإعادة هيكلة مؤسساته، على ضوء نتائج اللجنة التى شكلها لهذا الغرض برئاسة الأخضر الإبراهيمى، كما تتناول مناقشة الأوضاع العربية الراهنة خاصة الوضع فى سوريا.
واستبعد السفير العزاوى أى تأثيرات سلبية للأوضاع الداخلية بالعراق أو الأزمة السورية على القمة.
وشدد السفير العراقى على أهمية الابقاء على الجامعة والتمسك بها باعتبارها تشكل الخيمة العربية التى تجمع الأمة تحتها فى الوقت الراهن، مشيرا إلى أن قمة بغداد نهدف لأن تكون قمة نوعية فى أداء الجامعة ولدعم وتطوير العمل المشترك فى مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية بما يحقق مصلحة المواطن العربى.
إلى جانب أهمية أن تشهد الجامعة وأداؤها تطويراً يرتقى إلى طموحات وتطلعات الشعوب العربية بعدما شهدته المنطقة والعديد من الدول من ثورات الربيع، والميل الشديد نحو الديموقراطية والإصلاح.
وأشار إلى أن أى قلق أو تخوف من عقد القمة فى بغداد ليس له مايبرره، خاصة أن الهاجس الامنى كان الشغل الشاغل للجنة العليا التى شكلت برئاسة وزير الخارجية العراقى وتضم كل الوزارات العراقية.. وجميع الوفود الفنية التابعة للجامعة العربية التى زارت بغداد للوقوف على هذه الاستعدادات ورفعت تقارير ممتازة حول هذا الموضوع، وهناك ضبط كامل لكل المسائل.. ومنطقة بغداد والمطار مؤمنة، ولا يوجد ما يعرقل عقد القمة.
وحول جدول أعمال القمة، قال السفير قيس العزاوى لقد تم وضعه من جانب المندوبين الدائمين وأقره وزراء الخارجية العرب.
وأوضح أنه بالإضافة للقضية الفلسطينية ستبحث القمة، تقرير الأمين العام للجامعة العربية والتصورات التمهيدية للجنة هيكلة الجامعة العربية، ومناقشة الأوضاع العربية الراهنة، (الوضع فى سوريا، بالإضافة إلى الوضع فى اليمن.. حيث سيشيد القادة بالتطورات الجارية فى اليمن بعد تنصيب رئيس جديد).
وأضاف أن هناك بندا اقترحه العراق، ووافق عليه مجلس الجامعة، وهو بند الإرهاب وتأثيره على الدول العربية، سيناقش التأثيرات البالغة للارهاب على كل مناحى الحياة السياسية والأمنية، وسيقترح العراق أن توقع كل الدول على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب لان هناك دولا لم توقع عليها.
وردا على سؤال حول مطالبة المملكة بأن تتخذ قمة بغداد قرارا واضحا يدين التدخل الإيرانى فى الشئون العربية، أجاب العزاوى بأن العراق جزء من الإجماع العربى فى أي قضية تثار.. سواء فى القمم أو فى مجالس الجامعة على مستوى المندوبين أو وزراء الخارجية.
وقال العزاوى: إن عقد القمة فى بغداد هو إعلان عن احتضان هذا البلد للإخوة العرب والعودة إلى المحيط العربى، ولعب دور محورى فى مجال العمل العربى المشترك، فالعراق لم يعد يتدخل بالشئون الداخلية للدول، أو لديه طموحات إقليمية يفرضها على الدول.
وأكد السفير قيس العزاوى مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية أن هناك ضرورة ملحة لعقد الدورة الثالثة والعشرين للقمة العربية المقبلة فى بغداد، وأكد أن انعقاد القمة فى بغداد هو فى حد ذاته عمل كبير، حيث إنه بمثابة إعلان لاحتضان بغداد لكل الإخوة العرب والعودة إلى دائرة العروبة والعودة للعب دور محورى للعراق فى مجال العمل العربى المشترك.
وأشار الدكتور قيس العزاوى انه سوف يكون لمصر دور كبير فى اعادة اعمار العراق.. ودعا إلى زيادة تواجد الشركات المصرية وزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين، معربا عن أمله فى تزايد حجم التبادل التجارى بين مصر والعراق.. الذى يصل فقط الآن إلى 400 مليون دولار، ليصل حجم هذا التبادل مثل تركيا والعراق والذى يصل إلى 11 مليار دولار.
وألمح إلى أن الدول العربية بعد ثورات الربيع العربى تشهد مرحلة جديدة فى التاريخ العربى. وأضاف: إن هذه المرحلة تحمل بقدر ما تحمل من الطموحات والأحلام وتحمل أيضاً مخاطر، ونحن منتبهون لهذه المسألة، وبالتالى علينا أن نتكاتف كى يجرى إنجاز ما يمكن إنجازه فى هذه التحولات بأقل ضرر ممكن.
وأكد أن القمة العربية تنعقد فى ذلك الوقت لأن القمم لا تعقد فقط فى المهرجانات والاحتفالات وأيام الاستقرار وإنما تعقد فى الأزمات، وهناك بالفعل أزمات حقيقية موجودة فى المنطقة العربية وعلى العرب أن يجتمعوا والقادة أيضاً كى ينظروا فى مستقبل هذه الأمة التى تعرضت للكثير من التحديات وما زالت.
وأضاف أن العراق غاب سنوات عديدة من المشهد العربى تقريباً من 1990 وحتى سنوات قليلة ماضية كان العراق مغيبا عن المشهد العربى، لافًتا إلى أن العراق حاول منذ 2003 أن يسترجع مكانته العربية وكانت هناك ضغوطات خارجية وداخلية، معتبراً أن العراق الآن يسترجع عافيته ويتبوأ مكانته الطبيعية على المستويات الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن انعقاد القمة فى بغداد فى حد ذاته هو عمل كبير جدًا، وهو إعلان لاحتضان بغداد لكل الإخوة العرب والعودة إلى دائرة العروبة والعودة للعب دور محورى للعراق فى مجال العمل العربى المشترك.
وأكد أن العراق ما عاد كالسابق يتدخل فى الشئون الداخلية للدول ولا عادت له طموحات إقليمية يفرضها بقوة، فلم يعد هناك لا جهة ولا زعيم يستطيع أن يفرض نفسه على الآخرين، موضحاً أنه جرى تداول سلمى للسلطة بانتخابات بعدة مرات ونجحت بشهادات دولية، لكن ما زال هناك كثير من المشاكل فى المرحلة الاتتقالية لا أحد ينكرها.
وأعرب عن امله أن توحد القمة الجهود العربية وتعلى من العمل العربى المشترك وتعيد الاعتبار لجامعة الدول العربية من حيث إعادة هيكلتها بالشكل الذى يجعلها أكثر فاعلية فى العمل، فصحيح هى جامعة للدول العربية ولكنها أيضاً مستمعة للشارع العربى، وهى أيضاً ساهمت وما زالت تساهم منذ ثورة 25 يناير إلى يومنا هذا بجهد لكى يجد الشارع العربى له طريقا فى قراراتها وجلساتها ومحاضرها. كما انها تأتى فى ظرف تعيش فيه المنطقة تطورات وتغييرات سياسية كبيرة تستوجب أن ينظر فيها من قبل القادة العرب، كما انها تنعقد فى ظروف اقليمية معقدة ومتشابكة وتنطوى على مخاطر وتحديات تنعكس على امن المنطقة العربية واستقرارها، وبالتالى يتطلب النظر فى كيفية مواجهة هذه المخاطر والتحديات.. وأن قمة بغداد بقدر ما تؤشر لعودة العراق الفاعلة إلى محيطه العربى والاقليمى، فإنها فى الوقت نفسه تعكس اهتمام القادة العرب باهمية عقد القمة فى مكانها وموعدها، وبضرورة العمل المشترك من اجل مجابهة التحديات التى تحيق بالدول العربية ومستقبل اجيالها، بما فى ذلك تطلعات شعوبها فى العيش بحرية وكرامة واحترام حقوق الانسان
وحول الرؤية العراقية وإعادة هيكلة الجامعة العربية قال: إن العراق تعمل ضمن المنظومة العربية وليس لديها خطة بشكل منفرد ولا يمكن أن تفرض العراق وجهة نظرها على باقى الأعضاء، موضحاً أن العراق ساهم خلال القمة الخماسية التى كلفت من قبل قمة سرت 2010 بوضع توصيات وخطط لإعادة هيكلة جامعة الدول العربية ولتطوير منظومة العمل العربى المشترك، وعقدت القمة الخماسية التى ضمت العراق ومصر وليبيا واليمن وقطر، وهذه القمة الخماسية وضعت مشروعاً كاملا متكاملا أمام الدول الأعضاء فى الجامعة العربية.. وقد تضمن ست عشرة توصية، تتعلق بطريقة إنجاز هيكلة الجامعة، لافتاً إلى أنه كان لبعض الدول العربية ملاحظات بأن هذه التوصيات متسارعة جداً وينبغى أن يجرى تباطؤها قليلا لكى تنفذ بنحو متباطئ، ولكنما ثابت وراسخ، وهذه وجهة نظر محترمة.
وقال: إن العرب سوف يعودون لمناقشة هذه المسألة التى توقفت بعد اندلاع الثورات العربية. وقال: إن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى قدم تقريراً للقمة المقبلة، حول مشروع إعادة الهيكلة.
وأضاف أن مشروع هيكلة الجامعة عهد به إلى الأخضر الإبراهيمى وزير الخارجية الجزائرى الأسبق، وقد عمل مبعوثاً دبلوماسياً دولياً مرموقاً فى أزمات كبيرة مثل أفغانستان والعراق، مشيراً إلى أن الإبراهيمى وضع تصورات تمهيدية لإعادة الهيكلة سوف تعرض على القادة العرب ليقرروا بشأنها.
ولفت إلى أن العراق متحمس لتطوير منظومة العمل العربى المشترك، وأن يمارس دوراً فعالا، ولذلك سيصدر عن قمة بغداد «بيان بغداد»، الذى سيكون فيه إعلان لتصورات العراق للعمل العربى المشترك خلال المرحلة المقبلة التى سيرأس قمتها العراق.
وقال السفير قيس العزاوى: إن العراق لن ترأس قمة واحدة هذا العام، ولكن ثلاث قمم، فهناك القمة الاعتيادية، وهناك القمة الاستثنائية التى ستكون فى شهر أكتوبر القادم، وهناك القمة العربية اللاتينية، التى سوف تعقد فى بيروت سبتمبر القادم.. مشيرا إلى حجم المسئوليات الكبيرة التى تقع على عاتق العراق الذى سيقوم بالمساهمة الفعالة كى يمارس دوره الرائد الذى جرى تغييبه لمدة طويلة جداً.
وقال العزاوي: نحن الآن مع الإخوة العرب ومع الأمانة العامة للجامعة العربية سنقوم بواجباتنا لرسم مستقبل المنطقة العربية.
وحول الأزمات الداخلية العراقية التى لم تحسم حتى الآن ومخاوف انعكاسها على القمة، وكذلك غياب عدد كبير من القادة العرب عن القمة لقرب موقع أحداث سوريا من دولة القمة، قال السفير قيس العزاوى:
فيما يخص الأزمات الداخلية، هناك وجهات نظر متعددة فى العراق وهناك سلطة القضاء فى العراق وهى مستقلة فلا يستطيع رئيس الجمهورية ولا رئيس الوزراء ولا أى فرد من أعضاء السلطة التنفيذية أن يوجه القضاء كما يشاء، لأنها سلطة مستقلة ومراقبة، ولا يوجد هناك شيء اسمه أزمة سياسية ولكن ازمة ذات طابع قضائى يحلها الجانب القضائى ولا يحلها السياسيون.
أما فيما يتعلق بالازمة السورية، فقال العزاوى: إن العرب قاموا بعقد 20 جلسة لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين والوزراء لهذه الأزمة، فالدورة 136 كان شغلها الشاغل الأزمة السورية، وهذا أمر معتاد.
وقال: إن هناك إجماعا عربيا والعراق معه وملتزم بكل ما تقرر من قرارات جامعة الدول العربية.
ورداعلى سؤال فيما يتعلق بضمان أمن البعثات لمشاركة فى منطقة بغداد والقمة، قال المندوب العراقى بالجامعة العربية: هذا كان الشغل الشاغل للجنة العليا التى عقدت برئاسة وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى وضمت كل الوزارات العراقية، موضحاً أن كل الوفود التى انطلقت من الجامعة العربية ما يسمى بالوفود التقنية التى فيها أمنيون درسوا ميدانياً ما تحقق من ضبط أمنى، وكلها جاءت بتقارير ممتازة ولا أقول جيدة أو جيدة جداً، مضيفاً بالقول: هناك ضبط كامل لكل تلك الترتيبات ولقد تمت مراعاة كل شىء، والمطار ومنطقة بغداد ستؤمن إن شاء الله، ولا يوجد ما يعرقل القمة.
وعن تكدس جدول أعمال القمة وإمكانية تقليصه ليشمل قضايا محددة، قال العزاوى: إن جدول الاعمال وضع من المندوبين وأكده وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم الأخير، لافتاً إلى أن هناك رغبة من الجميع ألا يكون جدول الأعمال كبيراً ويضم موضوعات عديدة وقد قلص جدول الأعمال بحيث يكون فى الإمكان مناقشة القادة العرب خمسة بنود بشكل هادئ وعميق.
وحدد العزاوى تلك البنود وهى: تقرير الأمين العام للجامعة العربية عن الأوضاع فى المنطقة، والتصورات التهميدية للجنة هيكلة جامعة الدول العربية، ومناقشة الأوضاع العربية الراهنة.. وفى هذا البند سيناقش القادة فقرتين، الأولى: هى الأزمة السورية، والفقرة الثانية: اليمن، موضحاً أن القادة سيقومون بالإشادة بالتطورات الإيجابية التى حدثت فى اليمن والانتخابات وتنصيب رئيس جديد لليمن.
وأضاف أن هناك بندا اقترحته العراق ووافق عليه الوزراء العرب، وهو المتعلق بالإرهاب وتأثيره على الدول العربية وفى هذا البند سيناقش العرب التأثيرات البالغة لها على كل مناحى الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية اليومية للعالم العربى وسوف يقترح العراق أن توقع كل الدول العربية على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، لأن هناك بعض الدول لم توقع. أما البند الخامس فهو ما يستجد من اعمال.
وقال: إن القادة العرب لديهم جدول الأعمال الآن وستكون فرصة لطرح التصورات الكافية.
وعن تدخل إيران فى الشأن العربى خاصة العراق والبحرين وسوريا والدور الذى يمكن أن تقوم به القمة لمواجهة ذلك وكيفية تلبية تلك المطالب، قال السفير قيس العزاوى: على عكس ما يقوله الكثير حول تأثر العراق بالسياسات الإقليمية والدولية، سلوك العراق السياسى يؤكد أنه سيد نفسه وأنه يمتلك كل مستلزمات سيادته لأنه رفض كل هذه الضغوط، ففى فترة ما امتنع عن التصويت فى الأزمة السورية، وفى فترة أخرى أدان واجتمع مع الاجماع العربى، ولم يتأثر لا بدولة إقليمية ولا دول اخرى، بل اتخذ الموقف الذى يتلاءم مع تعزيز سيادة العراق.
وأضاف: نحن جزء من الإجماع العربى وسياسة جامعة الدول العربية، وهى الخيمة الحقيقية الباقية للعرب وبيت العرب، وعلينا أن نبقيها ونطورها، وكل ما يقرره العرب سنقرره معًا، ولن ينفرد ولا يفرض احد بقرار، لكن كل الأمور تسير بالإجماع إزاء أى دولة وأى حدث.
وعن قضية فلسطين، قال: فى واقع الأمر نحن مقصرون تجاه القضية الفلسطينية، فنحن وكل العرب نمر بأزمات ولكن تظل القضية المركزية للعرب هى فلسطين.
وأضاف أن مؤتمر القدس الذى عقد فى الدوحة عالج كل المحاور الأساسية المتعلقة بالقدس وتهويده، والمستوطنات، وتهديد المسجد الأقصى وعشرات الموضوعات التى تناولها مؤتمر القدس، منوهاً باقتراح أمير قطر الشيخ حمد، بأن تطلب المجموعة العربية من مجلس الأمن تشكيل لجنة لتقصى الحقائق ولتوثق كل الانتهاكات التى قامت بها إسرائيل وكل مخطط لتهويد القدس الشرقية العربية، مؤكداً أن القادة العرب سيناقشون هذا الموضوع بكل تفاصيله وسوف يرصدون بالتأكيد دعماً معنوياً ومادياً لسكان القدس.
وعن مستوى تمثيل القادة العرب فى القمة، قال المندوب الدائم للعراق فى الجامعة: القمم السابقة انعقدت بحضور من 8 إلى 12 أو أكثر بشكل عام، ونادر تلك القمم التى حضر بها كل القادة العرب، وبالتأكيد كانت قمة الخرطوم أو قمة «اللائات» التى أطلقها الزعيم جمال عبد الناصر عقدها، أما غيرها من القمم فكان التمثيل نسبيا، اما فى قمة بغداد فسيكون العدد كبير.
قائلا: إن لديه رؤساء وقادة أخبروا العراق رسمياً بأنهم سيحضرون ومع ذلك لن أذكر من هم. وتمنى أن تمثل مصر فى القمة على أعلى المستويات.
وفيما يخص مصر قال: نتماثل مع مصر فى أشياء كثيرة جداً، فى الحضارة والتاريخ ونحن من الشعوب التى اكتشفت الكتابة وصنعت الحضارة وحضارتنا حضارة نهرية والوفرة، ولدينا جغرافيا عبقرية المكان، منوها بانتهاء موضوع الحوالات الصفراء، ومتعهدا بأن يكون لمصر دور كبير فى إعادة إعمار العراق، معربا عن أمله فى تزايد حجم التبادل التجارى بين مصر والعراق الذى يصل فقط الآن إلى 400 مليون دولار، ليصل حجم هذا التبادل مثل تركيا والعراق والتى يصل إلى 11 مليار دولار.
وعن الاقتصاد وما الذى يمكن أن تحدثه القمة من نقلة نوعية للشعوب، قال: كل دولة لديها تصوراتها الخاصة، ومن السابق لأوانه أن نطرح هذه التصورات قبل أن يعقد القادة والرؤساء وهم الذين سيأخذون القرارات المصيرية، واتفق مع وزير خارجية العراق أن هذه القمة ستكون نوعية لأسباب قد لا تخص المسائل الاقتصادية والاجتماعية فقط ولكن استراتيجيا وثقافيا وحواريا.. العراق غيب وعاد العراق، وهذا أهم حدث بالنسبة لى، وكل الأحدث الأخرى الهامة، وسنعمل نحن والآخرون فى الدول العربية على أن تكون تلك القمة نوعية.
وقال: إن العالم تغير كثيرا من الإمبراطوريات ذات التحالفات العسكرية إلى الإمبراطوريات والتكتلات السياسية إلى التكتلات الاقتصادية.. والآن الاقتصاد هو سيد الموقف فى كل مكان، وقال: إن المبادئ فى أغلب الأحيان تتجاوزها مصالح الدول وأهمية العمل الاقتصادى لا شك فيه، وهناك قمة سياسية وأخرى اقتصادية وأخرى ثقافية فى الجامعة، وهذا من التطورات التى حدثت فى أنماط العمل العربى المشترك والتى نأمل أن تكون أكثر جدارة مما سبق.
واضاف: إن القمم الاقتصادية بالكويت وشرم الشيخ والقادمة فى الرياض، قد تحقق اشياء كثيرة جدا لأنه عندما يلجأ العرب إلى قرار مهم للغاية وهو عمل صندوق لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمقدار مليار و600 مليون دولار وقد رصد هذا المبلغ والأمل أن يصل إلى 2 مليار، وقد تحقق 80% منه.
ولفت إلى أهمية هذا المشروع لدعم وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة فى دول المنطقة، مشيرا إلى أهمية تعزيز قضايا الربط الكهربائى والسككى وغيرهما باعتبارها ادوات للتكامل، مشيرا إلى أن ايطاليا وحدت بالربط السككى بين الولايات وتبادلت المصالح وكذلك بالنسبة لألمانيا فالمصالح هى التى توحد الدول.
وأكد أن الوحدة لن تتحق بالشعارات فقط، فقد كانت هناك وحدة بين مصر سوريا لكن سرعان ما انهارت لأنه لم يكن هناك ما يربطهما من مصالح اقتصادية.
نحن فى الدول العربية نأمل ومشتركون اساسا فى كل مشاريع الربط والنقل البحرى والجوى والبرى، وتخصص لها مبالغ وهى لا تظهر الآن ولكن مع الوقت سيتم تفعيلها.
وعن المنظمات التى ستدعى إلى القمة قال العزاوى جرى الاتفاق بين الجامعة العربية والعراق على دعوة أربع منظمات عالمية فقط، وهى الأمم المتحدة وسوف يحضر الأمين العام، والاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى، ومنظمة التعاون الإسلامى، وفيما يخص دعوة المجلس الوطنى السورى، قال العزاوى لم تدع الحكومة السورية ولم يدع المجلس الوطنى لهذه القمة.
وتم دعوة المنظمات الاربع منعا للحساسيات والاشكاليات.. ولا اعتقد مشاركة دول الجوار ولا حتى إيران أو تركيا، بل ستكون الدول العربية، اما الافتتاح فكل سفراء العالم يحضرون.. اما وجود دول بصفة مراقب فلا يوجد.
واشار إلى أنه سيصدر عن قمة بغداد، بيان بغداد وفيه إعلان لتصور العراق حول العمل العربى المشترك، وسيتبع القمة العادية القمة العربية اللاتينية التى ستعقد فى سبتمبر القادم فى بيروت ثم القمة الاستثنائية العربية فى شهر أكتوبر القادم.. فهذه كلها مسئوليات كبيرة على عاتق العراق وسيساهم بشكل فعال فيها، ليمارس دوره الرائد الذى جرى تغييبه لسنوات طويلة.
الخميس مايو 24, 2018 7:51 pm من طرف 
Ahlamontada 
