ومن أعظم مكايده التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا منها إلا من لم يرد الله تعالى فتنته : ما أوحاه قديما وحديثا إلى حزبه وأوليائه من الفتنة بالقبور . حتى آل الأمر فيها إلى أن عبد أربابها من دون الله ، وعبدت قبورهم ، وأتخذت أوثانا ، وبنيت عليها الهياكل ، وصورت صور أربابها فيها ، ثم جعلت تلك الصور أجسادا لها ظل ، ثم جعلت أصناما ، وعبدت مع الله تعالى .
وكان أول هذا الداء العظيم في قوم نوح، كما أخبر سبحانه عنهم في كتابه ، حيث يقول : " قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا * ومكروا مكرا كبارا * وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا * وقد أضلوا كثيرا " .
قال ابن جرير: وكان من خبرهؤلاء - فيما بلغنا :- ما حدثنا به ابن حميد حدثنا مهران عن سفيان عن موسى عن محمد بن قيس : أن يغوث ويعوق ونسرا كانوا قوما صالحين من بني آدم . وكان لهم أتباع يقتدون بهم ، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم : لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم . فصوروهم ، فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس، فقال : إنما كانوا يعبدونهم ، وبهم يسقون المطر ، فعبدوهم قال سفيان عن أبيه عن عكرمه قال : كان بين أدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون ، كلهم على الإسلام حدثنا ابن عبد الأعلى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في هذه الآية قال : كانت آلهة يعبدها قوم نوح ، ثم عبدتها العرب بعد ذلك . فكان ود لكلب بدومة الجندل ، وكان سواع لهذيل . وكان يغوث لبني غطيف من مراد . وكان يعوق لهمدان . وكان نسر لذي الكلاع من حمير . وقال الوالبي ، عن ابن عباس : هذه أصنام كانت تعبد في زمان نوح عليه السلام .
وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام عن ابن جريج قال : قال عطاء عن ابن عباس : صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد . أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل . وأما سواع فكانت لهذيل . وأما يغوث فكانت لمراد ، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ . وأما يعوق فكانت لهمدان . وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع ، أسماء رجال صالحين من قوم نوح . فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلا مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا ، وسموها بأسمائهم ، ففعلوا ، فلم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ، ونسي العلم ، عبدت .
وقال غير واحد من السلف : كان هؤلاء قوما صالحين في قوم نوح عليه السلام، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم ، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم .
فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين : فتنة القبور ، وفتنة التماثيل . وهما الفتنتان اللتان أشار إليهما رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في الحديث المتفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها : " إن أم سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة، يقال لها : مارية . فذكرت له ما رأت فيها من الصور . فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح - أو الرجل الصالح - بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله تعالى " .
وفي لفظ آخر في الصحيحين : إن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها .. .
فجمع في هذا الحديث بين التماثيل والقبور . وهذا كان سبب عبادة اللات .
فروى ابن جرير بإسناده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: " أفرأيتم اللات والعزى " قال : كان يلت لهم السويق . فمات ، فعكفوا على قبره ، وكذلك قال أبو الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما : كان يلت السويق للحاج .
فقد رأيت أن سبب عبادة ود ، ويغوث ويعوق ونسرا واللات إنما كانت من تعظيم قبورهم . ثم اتخذوا لها التماثيل وعبدوها . كما أشار إليه النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم .
قال شيخنا : وهذه العلة التي لأجلها نهى الشارع عن اتخاذ المساجد على القبور هي التي أوقعت كثيرا من الأمم إما في الشرك الأكبر، أو فيما دونه من الشرك . فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم الصالحين ، وتماثيل يزعمون أنها طلاسم للكواكب ونحو ذلك . فإن الشرك بقبر الرجل الذي يعتقد صلاحه أقرب إلى النفوس من الشرك بخشبة أو حجر . ولهذا نجد أهل الشرك كثيرا يتضرعون عندها ، ويخشعون ويخضعون ، ويعبدونهم بقلوبهم عبادة لا يفعلونها في بيوت الله ، ولا وقت السحر . ومنهم من يسجد لها . وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء مالا يرجونه في المساجد . فلأجل هذه المفسدة حسم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مادتها ، حتى نهى عن الصلاة في المقبرة مطلقا ، وإن لم يقصد المصلي بركة البقعة بصلاته ، كما يقصد بصلاته بركة المساجد ، كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها ، لأنها أوقات يقصد المشركون الصلاة فيها للشمس . فنهى أمته عن الصلاة حينئذ ، وإن لم يقصد المصلي ما قصده المشركون ، سدا للذريعة .
قال : وأما إذا قصد الرجل الصلاة عند القبور متبركا بالصلاة في تلك البقعة . فهذا عين المحادة لله ولرسوله ، والمخالفة لدينه ، وابتداع دين لم يأذن به الله تعالى . فإن المسلمين قد أجمعوا على ما علموه بالأضطرار من دين رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن الصلاة عند القبور منهى عنها ، وأنه لعن من اتخذها مساجد . فمن أعظم المحدثات وأسباب الشرك : الصلاة عندها ، واتخاذها مساجد ، وبناء المساجد عليها ، وقد تواترت النصوص عن النبي عليه الصلاة والسلام بالنهي عن ذلك والتغليظ فيه . فقد صرح عامة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد عليها متابعة منهم للسنة الصحيحة الصريحه . وصرح أصحاب أحمد وغيرهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريم ذلك . وطائفة أطلقت الكراهة . والذي ينبغي أن تحمل على كراهة التحريم ، إحسانا للظن بالعلماء ، وأن لا يظن أن يجوزوا فعل ما تواتر عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لعن فاعله ، والنهي عنه . ففي صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله البجلي قال : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول : " إني أبرأ إلى الله أن يكون لى منكم خليل . فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا ، كما اتخذ إبراهيم خليلا ، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك " .
وعن عائشة وعبد الله بن عباس قالا : " لما نزل برسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه . فإذا اغتم كشفها فقال ، وهو كذلك : لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذر ما صنعوا " متفق عليه .
وفي الصحيحين أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : " قاتل الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
وفي رواية مسلم : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
فقد نهى عن اتخاذ القبور مساجد في آخر حياته، ثم إنه لعن وهو في السياق من فعل ذلك من أهل الكتاب ، ليحذر أمته أن يفعلوا ذلك .
قالت عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في مرضه الذي لم يقم منه : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، ولولا ذلك لأبرز قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا " متفق عليه .
وقولها : خشي هو بضم الخاء تعليلا لمنع إبراز قبره .
وروى الأمام أحمد في مسنده بإسناد جيد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : " إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ، والذين يتخذون القبور مساجد " .
وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : " لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " رواه الأمام أحمد .
وعن ابن عباس قال : " لعن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج " رواه الأمام أحمد وأهل السنن .
وفي صحيح البخاري : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى أنس بن مالك يصلي عند قبر، فقال : القبر، القبر وهذا يدل على أنه كان من المستقر عند الصحابة رضي الله عنهم ما نهاهم عنه نبيهم من الصلاة عند القبور . وفعل أنس رضي الله عنه لا يدل على اعتقاده جوازه . فإنه لعله لم يره ، أو لم يعلم أنه قبر، أو ذهل عنه . فلما نبهه عمر رضي الله تعالى عنه تنبه .
وقال أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : " الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام " رواه الأمام أحمد وأهل السنن الأربعة ، وصححه أبو حاتم بن حبان .
وأبلغ من هذا : أنه نهى عن الصلاة إلى القبر ، فلا يكون القبر بين المصلي وبين القبلة .
فروى مسلم في صحيحه عن أبي مرثد الغنوي رحمه الله أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : " لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها " .
وفي هذا إبطال قول من زعم أن النهي عن الصلاة فيها لأجل النجاسة ، فهذا أبعد شيء عن مقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم . وهو باطل من عدة أوجه :
منها : أن الأحاديث كلها ليس فيها فرق بين المقبرة الحديثة والمنبوشة ، كما يقوله المعللون بالنجاسة .
ومنها : أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لعن اليهود والنصارى على اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد . ومعلوم قطعا أن هذا ليس لأجل النجاسة . فإن ذلك لا يختص بقبور الأنبياء ، ولأن قبور الأنبياء من أطهر البقاع ، وليس للنجاسة عليها طريق البتة ، فإن الله حرم على الأرض أن تأكل أجسادهم ، فهم في قبورهم طريون .
ومنها : أنه نهى عن الصلاة إليها .
ومنها : أنه أخبر أن الأرض كلها مسجد ، إلا المقبرة والحمام . ولو كان ذلك لأجل النجاسة لكان ذكر الحشوش والمجازر ونحوها أولى من ذكر القبور .
ومنها : أن موضع مسجده صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كان مقبرة للمشركين ، فنبش قبورهم وسواها وأتخذه مسجدا . ولم ينقل ذلك التراب ، بل سوى الأرض ومهدها ، وصلى فيه ، كما ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك قال : " لما قدم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم المدينة ، فنزل بأعلى المدينة في حي يقال لهم : بنو عمرو بن عوف ، فأقام النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فيهم أربع عشرة ليلة ، ثم أرسل إلى ملأ بني النجار ، فجاءوا متقلدي السيوف ، وكأني أنظر إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على راحلته ، وأبو بكر ردفه ، وملأ بني النجار حوله ، حتى ألقي بفناء أبي أيوب . وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة ، ويصلي في مرابض الغنم ، وأنه أمر ببناء المسجد ، فأرسل إلى ملأ بني النجار ، فقال : ا بني النجار ، ثامنوني بحائطكم هذا . قالوا : لا والله ، ما نطلب ثمنه إلا إلى الله . فكان فيه ما أقول لكم : قبور المشركين . وفيه خرب . وفيه نخل . فأمر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بقبور المشركين فنبشت ، ثم بالخرب فسويت . وبالنخل فقطع . فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه الحجارة . وجعلوا ينقلون الصخر . وهم يرتجزون وذكر الحديث " .
ومنها : أن فتنة الشرك بالصلاة في القبور ومشابهة عباد الأوثان أعظم بكثير من مفسدة الصلاة بعد العصر والفجر. فإذا نهى عن ذلك سدا لذريعة التشبه التي لا تكاد تخطر ببال المصلي ، فكيف بهذه الذريعة القريبة التي كثيرا ما تدعو صاحبها إلى الشرك ودعاء الموتى ، واستغاثتهم ، وطلب الحوائج منهم ، واعتقاد أن الصلاة عند قبورهم أفضل منها في المساجد . وغير ذلك ، مما هو محادة ظاهرة لله ورسوله . فأين التعليل بنجاسة البقعة من هذه المفسدة ؟ . ومما يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قصد منع هذه الأمة من الفتنة بالقبور كما افتتن بها قوم نوح ومن بعدهم .
ومنها : أنه لعن المتخذين عليها المساجد . ولو كان ذلك لأجل النجاسة لأمكن أن يتخذ عليها المسجد مع تطيينها بطين طاهر . فتزول اللعنة . وهو باطل قطعا .
ومنها : أنه قرن في اللعن بين متخذي المساجد عليها وموقدي السرج عليها . فهما في اللعنة قرينان . وفي ارتكاب الكبيرة صنوان . فإن كل ما لعن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فهو من الكبائر ، ومعلوم أن إيقاد السرج عليها إنما لعن فاعله لكونه وسيلة إلى تعظيمها ، وجعلها نصبا يوفض إليه المشركون ، كما هو الواقع ، فهكذا اتخاذ المساجد عليها . ولهذا قرن بينهما . فإن اتخاذ المساجد عليها تعظيم لها ، وتعريض للفتنة بها . ولهذا حكى الله سبحانه وتعالى عن المتغلبين على أمر أصحاب الكهف أنهم قالوا : " لنتخذن عليهم مسجدا " .
ومنها : أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد . اشتد غضب الله على قوم أتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " فذكره ذلك عقيب قوله : " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " تنبيه منه على سبب لحوق اللعن لهم . وهو توصلهم بذلك إلى أن تصير أوثانا تعبد .
وبالجملة : فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مقاصده ، جزم جزما لا يحتمل النقيض أن هذه المبالغة منه باللعن والنهي بصيغته : صيغة لا تفعلوا وصيغة إني أنهاكم ليس لأجل النجاسة ، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه ، وارتكب ما عنه نها . واتبع هواه ، ولم يخش ربه ومولاه ، وقل نصيبه أو عدم في تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله . فإن هذا وأمثاله من النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم صيانة لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه ، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه . فأبى المشركون إلا معصية لأمره وإرتكابا لنهيه ، وغرهم الشيطان . فقال : بل هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين . وكلما كنتم أشد لها تعظيما ، وأشد فيهم غلوا ، كنتم بقربهم أسعد ، ومن أعدائهم أبعد .
ولعمر الله ، من هذا الباب بعينه دخل على عباد يغوث ويعوق ونسر، ومنه دخل على عباد الأصنام منذ كانوا إلى يوم القيامة . فجميع المشركون بين الغلو فيهم . والطعن في طريقهم وهدى الله أهل التوحيد لسلوك طريقتهم، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها : من العبودية وسلب خصائص الإلهية عنهم . وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم .
فأما المشركون فعصوا أمرهم ، وتنقصوهم في صورة التعظيم لهم . قال الشافعي : أكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجدا ، مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس .
وممن علل بالشرك ومشابهة اليهود والنصارى : الأثرم في كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه ، فقال- بعد أن ذكر حديث أبي سعيد : " أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : جعلت لي الأرض مسجدا إلا المقبرة والحمام " وحديث زيد بن جبير عن داوود ابن الحصين عن نافع عن أبن عمر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " نهى عن الصلاة في سبع مواطن - وذكر المقبرة " - قال الأثرم : إنما كرهت الصلاة في المقبرة للتشبه بأهل الكتاب، لأنهم يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد .