لا إله إلا الله يطمئن بها القلب
الحمد لله المتوحد بالجمال و الكمال .. لا إله إلا هو سبحانه .. و صلى الله وسلم على محمد سيد الأنام .. عليه من ربي أفضل الصلاة و السلام ,,
, تعالوا معي نتأمل هذه الكلمة التي شهد الله بها لنفسه .. و شهدت بها الملائكة
و أولو العلم من خلقه .. قال تعالى ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [ آل عمران 18 ]
و نحن نشهد , و يجدر بنا أن نجعل لا إله إلا الله تجري مع أنفاسنا , لأنها كلمة التوحيد و أساس الدين و الركن الأول من أركان الإسلام , إنها والله شهادة الحق و دعوة الحق .,
و بهذه الكلمة .. نقر و نعترف .. أنه لا يوجد في هذا الكون رب ولا إله سوى..
سبحانه وتعالى
و أول ما يطلب من الكفار عندما يُدعون إلى الإسلام .. شهادة لا إله إلا الله
عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ... إلخ )
و هذا هو الإخلاص يظهر جليّا في هذه الآية ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) [ سورة الإخلاص 1 ]
و قل يا أيها الكافرون .. براءة من الشرك و قد كان النبي صلى الله عليه وسلم .. يقرأ بهما في ركعتي الطواف و في ركعتي الفجر و في سنة المغرب , لما فيهما من الإخلاص و البراءة من الشرك ,
لذلك فإن من نعم الله على عباده أن عرّفهم لا إله إلا الله ..
وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير )
و هي لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا , و هي حق الله على العباد
و بفضل الله أنها توجب المغفرة و هي أحسن الحسنات .. و تكرارها يقوي الإيمان في القلب بمشيئة الله
و من أفضالها أنها ترجح بصحائف الذنوب , و أنها تخترق الحجب لتصل إلى الله جل جلاله ..
الذي وصف نفسه بهذا الوصف الجميل في أول سورة النور .. قال تعالى :
مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
و شهادة أن لا إله إلا الله هي الكلمة التي يصدق الله قائلها ..
من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات ,,
كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل , صحيح مسلم - (ج 4 / ص 2071)
قال صلى الله عليه و سلم من كان آخر كلامه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله .. دخل الجنة
وقال صلى الله عليه وسلم .. " لقنوا موتاكم .. لا إله إلا الله "
و من فضل الله أنها تعدل عتق الرقاب , و حرز من الشيطان , و أمان من وحشة القبر و هول المحشر
و هي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم ..
إنها أعظم آية في كتاب الله , فهي العروة الوثقى
قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ، ومن قال : سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ) رواه البخاري ومسلم
و قد قامت بها السماوات و الأرض .. و خلق لأجلها جميع المخلوقات , و لأجلها نُصبت الموازين
و بها انقسمت الخليقة , مؤمنين و كفّار , و برحمة الله أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء
و ما تحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة لم يذكرون الله فيها
و قيل أن هذه الكلمات فيهما خاصيتان , إحداهما أن جميع حروفها جوفيّة و هي التي يكون مخرج نطقها في الجوف
و ليس من الحروف الشفهية , التي يكون مخرجها من الشفتين , مثل الباء و الميم
للإشارة تأتي من خالص الجوف و هو القلب , و قد ذكر أهل العلم أن شروطها ثمانية , جميعها في بيتين فقال
علم يقين وإخلاص وصدقك مع * * * محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بمــا * * * سوى الإله من الأشياء قد ألها
و هذان البيتان قد استوفيا جميع شروطها ..
اسأل الله أن يجعلها طمأنينة لقلبي و قلوبكم ( الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
و ختاماً هذا هو الكنز الذي لا تعادله كنوز الدنيا