ماذا يقول المسيح للشباب؟
نيافة الأنبا موسى
حاولت أن أتسمع إلى همس السيد المسيح، فى إن شباب اليوم... تراه... ماذا يقول لهم؟ هلموا نضع آذاننا قرب شفتيه الطاهرتين، أو نتكئ مثل يوحنا الحبيب على صدره الرحب، لنسمع دقات قلبه الحنون، الذى يخفق بحب العالم كله..
ابنى الحبيب... ابنتى المباركة
أننى أحب كلا منكما بصدق، صدق قد يخفى عليكما، وربما قد يشوهه بعض أبنائى عمداً أو دون قصد.
أنا أهمس إلى كل قلب فى الوجود، متجاهلاً كل الفروق الظاهرية، من جنس أو لون أو دين أو عقيدة، بل متجاهلاً كل ما يبدو عميقاً فيكم، فهذا متدين، وذاك بعيد، والثالث عنيد، والرابع مستعبد لخطية معينة.. ورغم كل هذا فأنا أهمس لكل قلب فأقول: "لاتخف لأنى فديتك، دعوت باسمك، أنت لى" (أش 1:43).
لاتخف لأنى فديتك
نعم... لاتخف يا حبيبى.. فمع أنى الإله القدير، والخالق غير المحدود، إلا أن قلبى يذوب حباً من نحو.
لاتخف منى.. فأنا الآن لا أحاكم أحداً، ولا أقاضى إنساناً.. أنا معك الآن فى زمان الحب، زمان الرحمة.. لذلك فلا تخف منى.
لقد قال لك خدامى أننى سوف أدين المسكونة بالعدل.. وهذه حقيقة.. لكن كل ما يشتهيه قلبى هو أن تأتى إلىّ.. كما أنت.. بكل ضعفاتك، وسلبياتك، وتطلعاتك، وطموحاتك، وتمردك، وعبودياتك، تعالى كما أنت... ولاتخف.. والسبب بسيط.. لاتخف لأنى فديتك.
نعم فدمى الذى سأل من أجلك على عود الصليب، سال حباً فيك، وسدد كل ديونك.. لذلك فحينما ستقف يوماً أمام العدل الإلهى، تستطيع أن تحتج بكل ثقة وتقول: "ديونى دفعها السيد.. دفعها حين مات نيابة عنى
أنت لى
لا لكى احتكرك أو أستولى عليك.. كلا.. والسبب بسيط: أننى لا نهائى.. وأى إضافة إلى مالا نهاية تساوى صفراً.. أنا لا أحتاج إليك وأنت لى تضيف إلى شيئاً.. بصراحة أنا محتاج أن أعطيك.. أعطيك حبى، وجسدى، ودمى، وخلاصى، وأبديتى، وفرحى اللامحدود.
ابنى الحبيب... ابنتى المباركة..
أنا فى انتظاركما... بكل الحب