الخلافة طريق إلى الوحدة
لقد تأثر نظام الخلافة تاريخياً بالشعوبية وبالخلفية المعرفية للعرب والعجم من الذين حكموا البلاد وقد أساء بعض حكام المسلمين لمنصب الخلافة وتم تشويهها تاريخياً فالخلافة على منهاج النبوة هي الأصل وتقوم على قاعدة العدل والمساواة بين الناس كأسنان المشط ولا احد فوق القانون ولو أن فاطمة بنت محمد جنحة لنالها العقاب الرحماني والهدف تربوي إصلاحي (جوابر وزواجر) وقد كتب محمد ص رغم وجود التنزيل بين يديه كتاب نظم فيه الحياة في دولة المدينة وعلاقة مكونات المجتمع مع بعضهم من يهود ومسلمين وغيرهم وقرر مبدأ لهم ما لنا وعليهم ما علينا وكما أن سنن التاريخ تجري على الحضارات فهي لا تحابي مجتمعاً مؤمناً أو كافراً لذا نرى اليوم حال الديمقراطية ليست على مستوى واحد فهي في ايطاليا تختلف عن كندا وتختلف في شرق الأرض عن غربها وشمال الأرض عن جنوبها فما زالت تحبو هنا وتنتكس هناك وعملية الإرهاب للنرويجي في مجتمعه ليست ببعيدة فقد ذهب (100) ضحية بسبب رفض التعدد الثقافي والاعتراف بالآخر واحترام الإنسان ، وقد حكمت الديمقراطية بالموت من قبل على الحكيم سقراط فلا ضمان للحكم من الاستبداد والاستعباد !؟.
والضمان الوحيد لاستمرار نظام الخلافة على الحق والعدل هو قيام البنية التحتية بواجبها؛ إذا الخلافة تعمل على تسخير سنن الله الكونية والتاريخية بعقلانية ورحمانية من اجل سعادة الإنسان وتحقيق إنسانيته لا إكراه في الدين وتحمي الضعيف قبل القوي وهي قيادة سياسية تقود الأمة وتصبغها بصبغة واحدة وتحقق الأمن والسلم الاجتماعي وتؤمن الحاجات الضرورية قبل الكمالية لكل فرد وتكافؤ فرص العمل .
أما الإمامة فهي تعمل في البنية التحتية وتهتم في عملية التزكية وترسيخ قيم العدل والمساواة والاعتراف بالآخر وطاعة الحاكم وعدم الخروج على القانون وتحقيق شخصية الفرد بحب العمل والعطاء بلا مقابل فلا ينتظر جزاءً أو شكراً وهذه التنشئة هي الضمان الحقيقي لاستمرار الرقابة والإصلاح الذاتي على تحقيق العدل والتكافل والمساواة الاجتماعي .
فالخلافة مؤسسة سياسية فوقية تنبثق من البنية التحتية وتقوم على الشورى والانتخاب والمجالس التشريعية واحترام ميثاق الأمة.