موسوعة مظاهر الإحتفال بشهر رمضان
فى أنحاء العالم
قراءة القرآن .. تنير ليالى رمضان
قد يتشابه وقد لا يختلف الاحتفال بشهور رمضان من بلد إلي آخر من حيث الاعتكاف في المساجد وقراءة القرآن الكريم..
ولكن ألا يتملك الكثيرون الفضول للتعرف علي الأقل علي عادات وتقاليد ومطبخ الشعوب الأخري خلال الشهر الفضيل.. وألا يجب مثلا أن نعلم كيف يحتفل أطفال كل من فلسطين والعراق برمضان وسط أجوائهم المتوترة.. علي الأقل حتي نحمد الله؟..
لذا كانت تلك الجولة في عدد من البلاد ومنها مصر ، سوريا, السعودية, تركيا, ايران وجنوب شرق آسيا وغيرها للتعرف علي كيفية أحيائهم واحتفالهم بشهر رمضان المعظم.
يبدأ الإحتفال بشهر رمضان فى مصر باستطلاع الهلال .
ومن المظاهر الدينية للاحتفال بهذا الشهر الكريم كثرة الصلاة و الأعتكاف بالمسجد في العشرة الأخيرة من رمضان وزيادة العطا ء للفقراء والمساكين . ويفطر الناس فى رمضان على صوت مدفع رمضان.
وبعد الأفطار يخرج الناس ليلا إلي الشوارع والمقاهي و حضور الحفلات إلخ... وذلك للترويح عن النفس مما يجعل شهررمضان عيدا يحتفل به جميع المصريون.
ومن اهم مظاهر الاحتفال برمضان
الخيمة الرمضانية
وقد انتشرت فى مصر ظاهرة الخيمة الرمضانية التى أصبحت من السمات المميزة لشهر رمضان الكريم ، وهى تعد ملتقى العائلات التى تسهر فى الجو الرمضانى ، وهناك كمن يهتم بأن يتضمن برنامج الخيمة التواشيح الدينية ، وقد اهتمت الأندية الكبرى فى القاهرة خاصة بإنشاء الخيم الرمضانية التى تمتد سهراتها حتى السحور، كما كان لمقاهى القاهرة دور بارز فى عمل الخيم الرمضانية ذات الطابع الشعبى .
مائدة الرحمن
موائد الرحمن : تعد موائد الرحمن من مظاهر الشهر الكريم ، وعلى الرغم من بساطتها وإقبال الناس عليها - خاصة من غير المقتدرين - فإن موائد الرحمن يخضع إعدادها إلى عدة مراحل تبدأ بعمليات شراء المواد التموينية وتوفير مخزن الطعام، ثم مرحلة اختيار العمالة المأجورة للعمل داخل موائد الرحمن، فمرحلة طهى الأطعمة، ثم إعداد المائدة وتجهيزها تمهيداً للمرحلة الأخيرة وهى توزيع وجبات الإفطار على ضيوف المائدة.
مدفع رمضان
يشير التاريخ إلى أن المسلمين – فى شهر رمضان - كانوا أيام الرسول يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم ، وعندما بدأ استخدام الآذان اشتهر بلال وابن أم مكتوم بآدائه . وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ – ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام – أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الآذان للإشارة إلى موعد الإفطار ، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود , يتميز المدفع بلونه الأسود الذى يتم تجديد طلائه بين الحين والآخر .
والمدفع عبارة عن ماسورة من الصلب ترتكز على قاعدة حديدية يتوسطها عجلة لتحريك ماسورة المدفع ، وترتكز من ناحية على الأرض ومن ناحية أخرى على محور حديدى يتوسط عجلتين كبيرتين من الخشب تساعدان على تحرك المدفع من مكان لآخر إذا لزم الأمر .
المسحراتي
مهنة شعبية تعتمد على الكلمات والأناشيد والطقوس الخاصة البسيطة. وشخصية "المسحراتي" أقرب إلى الفنان الذي يؤدي دور البطولة على خشبة المسرح، مدة ظهوره هي 30 يوما فقط في ليل رمضان، أما باقي الأبطال فهم الطبلة والعصا وصوت جهوري ينادي ويتغنى.
فانوس رمضان
استخدم الفانوس فى صدر الإسلام فى الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب وقد عرف المصريون فانوس رمضان فى الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ وقد وافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلاً فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، كما صاحب هؤلاء الأطفال – بفوانيسهم – المسحراتى ليلاً لتسحير الناس ، حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر ومنها وحوي يا وحوي .
اكلات رمضانية
حظيت الكنافة والقطايف بمكانة مهمة فى التراث المصرى والشعبى ، وكانت – ولا تزال – من عناصر فولكلور الطعام فى مائدة شهر رمضان ، وقد بدأت الكنافة طعاماً للخلفاء ، إذ تُشير الروايات إلى أن أول من قُدم له الكنافة هو معاوية بن أبى سفيان زمن ولايته للشام ، كطعام للسحور لتدرأ عنه الجوع الذى كان يحس به . واتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، ومن لا يأكلها فى الأيام العادية ، لابد أن تتاح له – على نحو أو آخر – فرصة تناولها خلال رمضان ، وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بالطعام فى شهر رمضان فى العصور الأيوبى والمملوكى والتركى والحديث. باعتبارها طعاماً لكل غنى وفقير مما أكسبها طابعها الشعبى .
كذلك ارتبطت الأكلات الشعبية الاخرى بشهر رمضان فى مصر , مثل طبق الفول المدمس , والزبادى , والمقبلات المتنوعة , اضافة الى ياميش رمضان ومشروب قمر الدين المصنوع من المشمش , وكذلك بعض الفواكه المجففة كالمشمش والتين والعنب (الزبيب) والقراصيا وغيرها , حيث تتنوع طرق اعداد وتقديم هذه المأكولات التى لا يقبل عليها الناس عادة إلا فى رمضان .
وفى سوريا :
تنفرد دمشق عن مثيلاتها من البلاد العربية والإسلامية بممارسة الناس لنفس العادات القديمة التي توارثوها عن أجدادهم, فيشرق سوق الحميدية أحدي أقدم أسواق دمشق بالأضواء طوال الليل وكذلك الشوارع والبيوت والحوانيت. وتبدع نساء سوريا في إعداد موائد الشهر الكريم فلا تخلو مائدة من المرطبات والحلوي بشكل مفرط بالاضافة إلي المقبلات وصحن الفول بالزيت, الخشاف والبرازق. ومع اتساع مدينة دمشق أصبح لكل حي مسحر خاص به وهي مهنة تنحصر في عائلات معينة تتوارثها ومازالت مهنة الحكواتي موجودة ولكن في أضيق الحدود حيث يوجد في المقاهي الشعبية جالسا علي سدة عالية في صدر المكان ليحكي حكايات الظاهر بيبرس والزير سالم.
ومازالت تقام ليالي الذكر في التكية المولوية بعد صلاة التراويح وتجتذب السواح قبل أهالي المدينة. ويركز النساء في منتصف الشهر الكريم علي شراء كسوة العيد ليتحول سوق الحميدية, سوق العطارين, سوق الحرير وسوق البزورة إلي بحر متلاطم من البشر علي أن يتفرغن في العشر الأواخر من الشهر لصناعة حلوي المعمول المحشو بالفستق الحلبي.
من السعودية إلي بيروت
ويتميز شهر رمضان في المملكة العربية السعودية بطابع خاص لا يوجد في أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي لوجود الحرمين الشريفين ولذا يزداد في النصف الثاني من الشهر الكريم أعداد القادمين من أجل العمرة وللاعتكاف في الحرم النبوي أو المكي., هذا وتبدأ صلاة التهجد في مساجد المملكة بعد صلاة التراويح وتستمر حتي منتصف الليل والتي دائما ما تنقل علي الهواء مباشرة عبر عدد كبير من الفضائيات. جدير بالذكر أن أسعار التمور قد ارتفعت بشكل كبير هذا العام, كذلك مبيعات العطور والعود تصل إلي نحو600 مليون ريال حيث يتمسك أهالي المملكة بعادات وتقاليد الجزيرة العربية في هذا الشأن لاستحبابهم للعطر عند كل صلاة. علي فكرة الـ600 مليون ريال تمثل25% من حجم المبيعات السنوية التي تقارب2.5 مليار ريال التي يتم استيراد خاماتها من دول شرق آسيا.
أما إذا أتينا إلي بيروت فسنجد أن مظاهر الشهر الكريم تتشابه كثيرا مع مصر, فتكثر الخيام الرمضانية التي تتميز بالزخم والحيوية في كل الفنادق وفي معظم الأحياء ومنها الشعبي أو التجاري أو البرجوازي.. ليستمتع رواد الخيام بليالي رمضان مستمعين إلي أشهر مطربي العالم العربي وكذلك بالنرجيلة أو الشيشة التي لا يخلو مكان منها.
ومن تركيا إلي ايران
إنارة المآذن في تركيا والتي يطلق عليها الأتراك محيا تعتبر أحد أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان حيث تهنأ مآذن77 ألف مسجد تقريبا. ويهتم مسلمو تركيا بقراءة القرآن الكريم طوال الشهر كما يواظبون علي صلاة التراويح في الجامع الكبير بالعاصمة أنقرة وفي الرواق الداخلي لجامع السلطان أحمد بأستانبول وترعاه هيئة الشئون الدينية بالتنسيق مع وزارة الثقافة التركية.
ويبدأ إفطار الأتراك بالتمر والزيتون والجبن قبل أن يتناولوا الطعام الشهي بعد أداء صلاة المغرب مع الخبز الخاص بشهر رمضان والذي يطلق عليه اسم البيدا وهو خبز مثل الفطير ويباع بسعر أعلي من الخبز العادي.
كما يتميز المطبخ التركي بالحلويات مثل الكنافة والبقلاوة المليئة بالمكسرات وهي في الأساس أطباق تركية ورثها عنهم المصريون وشعوب عربية أخري.
أما الايرانيون فيستقبلون شهر رمضان الكريم بتزيين المساجد بالمصابيح والثريات وبغسل السجاد أو استبداله كما يستبدل الدعاء في المساجد ووسائل الأعلام المسموع والمرئي بالأدعية باللغة العربية مصحوبا بترجمة فارسية, فالشعب الأيراني معروف بحبه للأدعية ولذا يبدأ شهر رمضان بدعاء رؤية الهلال عن الأمام علي بن الحسين ما, كما خصصوا يوم الثلاثاء بدعاء التوسل لله تعالي ويوم الخميس لأدعية علي بن أبي طالب والذي علمه للصحابي الجليل كميل بن زياد النخعي ويسمي دعاء كميل أما يوم الجمعة فلقد خصه الأيرانيون بدعاء الندبة للتفريج عن الأمة الإسلامية وكشف غمتها ويستمر من قبل صلاة الفجر. وأخيرا يقوم الايرانيون بإحياء العشر الأواخر من شهر رمضان بإقامة صلاة100 ركعة مستحبة جماعة ويلتزمون بالتواجد في المساجد ولذا يتم توزيع السحور بداخلها.
من مداحين المغرب إلي مسلمي روسيا
طبالون, مداحون, يقرأون, مروضو القرود, باعة خبز وأعشاب طبية تكتظ بهم الأسواق, إذا نحن في المغرب.. حيث تتحول الساحات إلي مهرجان من الألوان الصاخبة احتفالا بالشهر الكريم. هذا ويتشابه الاحتفال برمضان في المغرب بتونس حيث يكثر التكافل الأجتماعي وإحياء التراث الإسلامي وبالطبع الأقبال علي المساجد.. أما عن المطبخ المغربي, فلا يخلو من ثلاث أشياء أساسية في رمضان: شوربة الحريرة, السلو أو معجوم الدقيق بالمكسرات, حلوي الشبينكة وكذلك كعب الغزال.
وإذا أتينا إلي روسيا فسنجد أن الإسلام قد دخل إلي الأراضي الروسية من باب التجارة عن طريق الوفود التجارية ويتراوح عدد المسلمين في روسيا بين22 و25 مليون مسلم ينتظمون جميعهم في أداء صلاة الجماعة وإعداد موائد الافطار الجماعية, قراءة القرآن وختم القرآن علي مدي الـ30 يوما.
رمضان في جنوب شرق آسيا
في الفلبين سنجد أيضا أن الإسلام قد وصل إليها بواسطة التجار المسلمين ـ ولقد توارث أهالي هذه البلاد الاعتكاف في المساجد طوال شهر رمضان حتي موعد صلاة التراويح وذلك لأن العطلة لديهم اختيارية خلال الشهر الفضيل. أما الذي يميز الفلبين عن دونها فهي الأكلات المفضلة لديهم من مشروب الموز ولبن جوز الهند إلي الكاري ـ كاري أي اللحم بالبهار وكذلك طبق يوان ـ سوان من الأسماك وغالبا ما يكون في السحور مضافا إليه حلوي الأيام والتي تتشابه مع القطائف المصرية.
أما في تايلاند فيشكل المسلمون ثلث المجتمع التايلاندي, ولعل أهم ما يميزهم حمل حفظة القرآن علي الأكتاف في مظاهرات ويتم الطواف بهم في الشوارع ليكونوا قدوة لباقي المسلمين وبخاصة الشباب. هذا وتذبح كل أسرة تايلاندية ذبيحة حتي الأسر الفقيرة وذلك في أول يوم من شهر رمضان ويمكن الأكتفاء بذبح الطيور ولكن بشرط ألا يأكل أحد من طعام بيته ولكن من طعام مسلم آخر كنوع من أنواع التكاتف والتعاون.
فلسطين والعراق.. وجع في قلب العرب
بالرغم من أن الطقوس الرمضانية لا تختلف من بلد لآخر إلا أن فلسطين نسيت كل تلك الطقوس مع كل شهيد تسيل دماؤه الطاهرة جزاء لها ـ هذا وتعاني غزة حاليا من انخفاض القوة الشرائية بسبب عدم تلقي الموظفين لرواتبهم منذ أكثر من سبعة أشهر, كما إن عدد الشباب العاطل وصل عددهم إلي نحو300 ألف شخص ولذا نشطت هذا العام الجمعيات الخيرية لتغير مأساوية الواقع الأقتصادي في فلسطين, فلنا أن نعلم أنه حتي شراء التمر أصبح لا يتعدي الـ10% من حجم المبيعات, يضاف علي كل هذا انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة ـ أما في القدس فمازال الكثيرون مواظبين علي صلاة التراويح بالمسجد الأقصي وقبة الصخرة علي مدي الشهر الكريم بالاضافة إلي مجالس ختم القرآن.. وبذلك أختفت مراسم الأحتفال برمضان لهذا العام في فلسطين حتي إشعار آخر باذن الله ولكن مازال أطفال فلسطين مصممين علي الغناء الذي لم يخل أيضا من لهجة الهجوم علي العدو المحتل بقولهم الشهير خيبرخيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود.
أما في العراق فتغيب السهرات الرمضانية التي قد تميز بها أحياؤها ومناطقها الشعبية القديمة مثل الكاظمية والأعظمية ولم يتبق لأهل العراق سوي صوت المسحراتي الذي غاب العام الماضي, ليظهر مرة أخري في المناطق الشعبية للظروف الأمنية السيئة التي تمر بها العراق ـ وبالرغم من تداخل صوت الانفجارات مع صوت مدفع الأفطار فإن العائلات العراقية مازالت تجتمع علي مائدة واحدة تعويضا ًعن الخروج خشية التعرض لأي إحتمالات خطرة...
ورمضان كريم.
معلومات سريعة :
• في اندونيسيا : تمنح أجازة للتلاميذ في الأسبوع الأول من شهر رمضان للتعود علي الصيام .
• في باكستان : يزف الطفل الذي يصوم لأول مرة كأنه عريس .
• في ماليزيا : تطوف السيدات في المنازل لقراءة القرآن مابين الإفطار والسحور
• في نيجيريا : تستضيف كل أسرة فقيراًيومياً للإفطار .
•في موريتانيا : يقرأ أهلها القرآن الكريم كله في ليلة واحدة
• في اليمن :يعاد طلاء المنازل .
• في المغرب : يضربون سبع مرات النفير للسحور .
• في أوغندا : يصومون 12 ساعة يوميا منذ دخول الإسلام إليها لتساوي الليل بالنهارهناك لوقوعها علي خط الاستواء
وإلى المزيد يتبـــــــــــع :
* تركيا...
* النرويج ..... * تونس ... * هولندا ...
* النمسا ... * البرازيل ... * سوريا ... * إيطاليا
* امريكا ... * ماليزيا ... * الفلبين ... * روسيا
* أوزبكستان ... * باكستان ... * اليمـن ...
* بورما ... * تايلاند ... * السودان ... * السويد
* الصين ... * المغرب ... * الهند ... * اليابان
* بريطانيا ... * كمبوديا ... * إسبانيا ...
* رواندا ... * فلسطين ... * تشاد ...
* تنزانيا وجزر القمر ... * ليبريا ...
* سلوفاكيا ... * موريتانيا (1) ... * البرازيل ...
* روسيـا ... * السعودية ... * موريتانيا (2) ...
المصادر :
* مفكرة معلوماتيّ الخاصة .
* جريدة الأهرام المصرية .
* إسلام اُن لاين .
* الدار الإسلامية للإعلام .
* الإسلام اليوم .